يتكئ على ناقة تنوء بحملها، يا جارتا هل تشعرين بحملي؟
يفتش في دوار طريق الحرير عن تائه في مدينة أنهكها كثرة تساؤل الغرباء عنها ربما يقله في دراجته النارية إلى وجهته، وجهة الغيم الأرض وسقيا الغريب، أكفّ يحلم أن تلوّح له من شرفة قريبة من هنا بعيدة المنال.
تاريخ بين التاريخ والطب:
أبو سعيد لم يبق له من الذكريات التي سقطت بعد متاعه في ريف حماة الشمالي سوى دراجته النارية التي جعلها مصدر رزق له بعد ضيق ونزوح.
اختار أن يعمل سائق موتور يوصل المتقطعة بهم الدروب إلى درب لم يختاروه بإرادتهم بل بشتات الحرب، يسند ظهره ليرتاح على نوق طريق الحرير، هل تعلم يا أخي ذلك الطريق!
أسهب أبو سعيد في حديثه عن طريق الحرير ولم كانت ومازالت سوريا قمحًا لرحى الحروب، وعلمت من خلال حديثه أنه تخرج من جامعة حلب قسم التاريخ سنة 1985 والتحق بالثورة مطلع مظاهرات الكرامة، علّق شهادته الجامعية، وعلق حلمه بأن يستطيع سد مصاريف ابنته الوحيدة التي انتظرها طويلًا لتدخل كلية الطب.
نذور:
تناوبت مشاعر الفرحة بتفوق ابنته ودخولها كلية الطب ومشاعر خذلان الفقر على نضح الدموع من عينيه، يوضح أن مهنته هذه لا يستطيع أن يعمل بغيرها لتكمل فاطمة وحيدته تعليمها، حيث راتب المعلم لا يكفي ثمن محاضرات لابنته، وأكمل نذرت نفسي رهين الشمس والمطر على تلك الدراجة حتى تتخرج، ونذرت حين تخرجها أن أشتري بثمن هذه الدراجة ذبيحة لتلك المناسبة.