يملك كل السوريين البالغين واليافعين ذكريات مشحونة بمشاعر الخوف والإرهاب الذي لطالما اتبعته معظم الكوادر التدريسية والإدارية ضد الطلاب في البلاد.
كيف يُشرع النظام السوري السيطرة على الأملاك
أفادت صفحة محلية في محافظة السويداء بالأمس، عن اضطرار أهالي طلاب مدرسة ابتدائية في مدينة الشهبا في المحافظة لنقل أولادهم إلى مدارس أخرى جراء تصرفات معلّمة تضرب بشكل متكرر الطلاب لأسباب تافهة.
وبيّن المصدر أن الشكاوي الكثيرة لإدارة المدرسة من قبل الأهالي لم تأتِ بنتيجة، فيما عمد الأطفال لعدم إبلاغ والديهم بالتعرض للضرب بعد العجز عن مساعدتهم.
وليست هذه المعلمة الحالة الوحيدة في سياق العنف الذي بات الأطفال والطلاب عرضة له في المدارس التابعة لوزارة تربية النظام في عموم المحافظات السورية.
وقد تصاعد العنف المدرسي المتجذر أصلاً في ظل حكم النظام في سوريا خلال السنوات الماضية، كظاهرة فاقمتها الحرب في ظل الفوضى التي تضرب أطناب الدولة ونتيجة غياب القانون والرقابة على عمل مؤسسات النظام.
يُذكر أن وزارة التربية والتعليم كانت قد أصدرت في 1988 قراراً يحظر استخدام عقوبة الضرب بحق الطلاب تحت أي ظرف، كما أن قراراً لاحقاً أورد عقوبات على المعلم بخصم في الراتب صدر في تسعينيات القرن الماضي. وكلها فشلت في وضع حد لتلك الظاهرة في ظل تقاعس النظام.
يشمل التعنيف المدرسي جميع أشكال الإهانات اللفظية والإذلال والعقاب الجسدي، الذي يسهم في إضعاف ثقة الطفل بنفسه وتشويه صورته الداخلية، وجعله يصارع مشاعر العجز والضعف والفشل.
يعد الخوف والضغط الناجمين عن العقاب البدني واللفظي أحد أهم الأسباب التي تدفع الأطفال للتسرب أو الفشل في التحصيل العلمي، نتيجة رهاب المدرسة، علاوة عن التسبب باضطرابات نفسية وأذية جسدية في بعض الأحيان.
يتوجب نشر الوعي لدى أولياء الأمور والكوادر التعليمية، وتوجيه الجهود لرفض العنف المدرسي ومكافحته بكافة أشكاله فضلاً عن توضيح مخاطره وآثاره.
مدارس النظام لم تعد في عهد النظام الأسد ساحة تعلم بل معتقلاً مصغراً الأطفال فيه ضحية الإرهاب والاذلال التعليمي، في نهج اتبعه النظام لتكريس ثقافة الخوف لدى الأجيال لإرضاخ الشعب. وهو ماكسره السوريون بالثورة السورية.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري