يقع المدنيون في جميع أنحاء سوريا ضحيةً لمخلفات الحرب، وسط مشاهد متكررة لأرواح تزهق نتيجة انفجار ألغام وقنابل وصواريخ، مما يهدد حياتهم ويعرضها لخطر كبير.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
من الجنوب حتى الشمال والشرق، انفجارات وقتلى تحصى باستمرار، والخاسر والضحية واحدة، وهو المواطن السوري.
في الجنوب وبحسب درعا 24، انفجر أمس الأحد 21 شباط/فبراير جسم من مخلفات الحرب، أدى لوفاة شاب من أبناء بلدة “كفر ناسج” شمال درعا، أثناء قيامه برعي الأغنام في بلدة “عقربا” والتي تسمى “مثلث الموت” لكونها كانت مكان اشتباكات الفصائل المحلية، ونظام الأسد وميليشياته.
بعد سيطرة قوات النظام على درعا، لم تعمل تلك القوات على إزالة ما خلفته معاركها من قنابل وألغام، مهددة حياة المدنيين وخاصة الأطفال، ففي الشهر الفائت كانون الثاني/يناير، قتل ثلاثة أطفال نتيجة انفجارات لمخلفات الحرب، اثنين منهم في محيط مدينة الشيخ مسكين، وطفل آخر محيط طفس غرب درعا.
والمشهد يتكرر شرقي سوريا، فالانفجارات تخطف أرواح المدنيين باستمرار، بحسب شبكة دير الزور 24، استفاق أهالي بلدة “الباغوز” اليوم الإثنين على مقتل الطفل “عمار حسين العواد الحجار”، إثر انفجار قذيفة من مخلفات المعارك في البلدة، والتي شهدت معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وتنظيم الدولة “داعش”.
لا يختلف الحال في الرقة، فمخلفات الحرب تهدد حياة المدنيين في معظم المناطق السورية، وفي الـ ١٢من الشهر الجاري، توفي يافع في منقطة عايد غربي الرقة أثناء لعبه في لغم أرضي على أطراف القرية، بينما لقيّ مصرعه فتى بعمر الـ ١٦ عاماً متأثراً بجراحه، وإصابة آخر، في 5شباط/فبراير، إثر انفجار لغم أثناء رعيه للأغنام بمحيط قرية عين حمرا.
وفي المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، قتل في السادس عشر من شباط الجاري شخص وأصيب ثلاثة آخرين بعد انفجار لغم أرضي في مدينة خان شيخون، أثناء عملهم في الأراضي الزراعية.
كثفت فرق الدفاع المدني نشاطها في مسح المناطق التي تعرضت للقصف، وإتلاف للمتفجرات للحد من الكوارث التي تحيط في المدنيين شمالي سوريا، وقد أتلفت من بداية عام 2021وحتى هذا اليوم ما يقارب الـ 96من الذخائر الغير منفجرة، بعد تحديد 40 منطقة التي تهدد حياة المدنيين، رغم ما يمرون به من مخاطر.
وفي 2020، قال منسق ملف الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني أن فرقه تمكنت من إزالة 21 ألف و432 جسماً غريباً وقنبلة وصاروخ، خلال 1957 مهمة نفذتها الفرق منذ بداية عملها في سوريا وحتى آب 2020.
فاطمة براء
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع