لم يمرّ على انتهاء محادثات أستانا لحلّ الأزمة السورية عدّة أيام حتى بدت مخرجاتها على الأرض من وجهة نظر النظام السوري.
جاء في البيان الختامي لاجتماع أستانا بخصوص سوريا في نسخته الـ 20 أنّ الأطراف المشاركين أكّدوا على أهمية التنفيذ الفعلي لجميع الإجراءات المتعلقة بشمال سوريا وضمان تفعيل اتفاقيات وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد.
وفي ذات السياق، اتفق المجتمعون على محاربة “الإرهاب” بجميع أشكاله وهيئاته إلّا أنّه يبدو أنّ المشاركين عمّموا أشكال الإرهاب إلّا أنّهم حددوا منطقته بكونها في إدلب وحلب فقط.
وفي الوقت الذي كان في المجتمعون في أستانا يتناقشون بخصوص مخرجات المحادثات فيما بينهم، كانت الطائرات الحربية الروسية تستهدف منازل المدنيين في ريفي إدلب وحلب.
ولم يكتف النّظام السوري وداعموه بهذا الحدّ من تفعيل مخرجات أستانا كما يرونها من منظورهم الخاص ، فاستمرت الطائرات الروسية ومن خلفها مدفعية قوات النّظام الثقيلة بقصف المدنيين في ريفي إدلب وحلب مما تسبب بمقتل وإصابة العديد من المدنيين.
كانت بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي أوّل من شهد مخرجات أستانا بمقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جرّاء قصف قوّات النّظام لها بالمدفعية الثقيلة.
واليوم أثبتت روسيا ومن خلفها نظام الأسد أنّ مخرجات أستانا مستحيلة التحقق من وجة نظر عادلة تختلف كمًا ونوعًا عمّا يراه النظام وداعموه.
حيث استهدفت الطائرات الحربية الروسية سوقًا شعبيًا للخضار في مدينة جسر الشغور مما أدى إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح متفاوتة.
فهل هذه هي مخرجات اجتماع أستانا الذي يرى المشاركون فيه أنّه أحد الخطوات الأساسية لحلّ الأزمة السورية وضمان استمرار الأمان للسوريين في الشمال السوري!!
أم أنّ النظام السوري وداعميه لهم رأي آخر ومنظور آخر لأستانا وهاهم الآن يبرزون مخرجاتها من منظورهم القائم على استهداف المدنيين العزّل.
تجدر الإشارة إلى أنّ النّظام السوري لم يغيّر ايّا من ساسياته تجاه المدنيين سواء في مناطق سيطرته أو المناطق المحررة وما شهدته جسر الشغور أكبر دليل على ذلك.