إدلب التي لا تذكر في نشرات الأخبار إلا و ذكر معها النزوح و المخيمات والقصف والتهجير، لكن رغم ذلك في إدلب يوجد أفكار إبداعية و مشاريع إنسانية أبعد من فكرة المخيمات والنزوح.
خطرت في بال أحد متطوعي الخوذ البيضاء قبل ثلاث سنوات، فكرة غريبة ولكنها ذات بعد إنساني، وذلك عندما أنقذ عدد من القطط من تحت ركام مبنى مدمر، دفعته تلك الحادثة لإنشاء ملجأ أو محمية صغيرة للقطط المشردة و المتضررة من الحرب.
يقول لنا الطبيب البيطري محمد في المحيمة ” الفكرة ظهرت لدى أحد الأصدقاء من متطوعي الخوذ البيضاء و توليت إدارة المحمية والإشراف عليها و نحن الآن نعد المحمية الوحيدة في الشمال السوري “.
ورويدا رويدا، كبرت الفكرة حتى باتت المحمية اليوم تضم 110 قطط وخمس كلاب، دون أي دعم أو جهة تتولى مسؤولية رعاية هذه الحيوانات الأليفة مجرد عمل تطوعي من مجموعة الأشخاص بينهم طبيب بيطري يتولى موضوع الرعاية الصحية للقطط، وحارس ومسؤول صيانة فقط.
يتابع الطبيب ” بالرغم من ضعف الإمكانيات و قلة المورود المادي للمحمية و لكننا سعيدين بما انجزناه ونفتخر بهذا المشروع الصغير الذي بدأ كفكرة وانطلق منها الى عالم الواقع “.
وحاليا ازداد تركيزه في العمل بسبب فيروس كورونا، واحتمال أن تحمل الحيوانات للعدوة، عندما سألناه عن مخاطر كورونا قال
” حتى الآن لم يثبت أن هذا الوباء ينتقل إلى الحيوانات أو عبرها، ولكن رغم ذلك نحن حذرون ولا نسمح لحيوانات الملجأ بالخروج من مكان المحمية المؤلف من شقة أرضية مع أرض وسور يحيط بها، كما أننا نتخذ كل إجراءات السلامة والوقاية “.
تبقى مثل هذه الفكرة ذات دلالات مميزة و أثر بالغ، لإظهار إنسانية سكان هذه المنطقة المكنوبة، رغم أنهم بأمس الحاجة لمن يظهر إنسانيته في مآسيهم .
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري