13-4 – 2016 موعد انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني في سوريا، قرار أصدره بشار الأسد مؤخراً في ظل استمرار الحرب السورية، لكن الجديد هذه المرة أنه كفل المشرع السوري ضرورة حصول المواطن على كافة حقوقه ومنها مشاركة المكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة في الانتخابات القادمة للإدلاء بأصواتهم وتحديد مواصفات مرشحيهم وذلك وفقاً للمادة 7 لقانون الانتخابات الصادر 2014.
فالمواطن السوري غير قادر على الانتخاب إلا في مناطق سيطرة النظام، وأي شعب سيمثلون أولئك المرشحين مادام الشعب السوري بين فقيد وشهيد ومعتقل ونازح ولاجئ؟.
تقرير تلفزيوني بثته قناة سما الفضائية الموالية للنظام ظهر فيه القاضي “ميمون عز الدين” رئيس لجنة الترشيح الفرعية في ريف دمشق يقول:” الذين لا يستطيعون الكلام يجب أن يعهدوا بمهمة التصريح بصوتهم لمن يكون معهم أو كان يحاكيهم فيما مضى ويتم تثبيت صوتهم بمحضر الانتخابات”، بغض النظر أن هذه الخطوة فاشلة ما دامت فئة المكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة المشاركة بالانتخابات مقتصرة على مناطق سيطرة النظام.
نظمت الحكومة السورية في مايو عام 2012 انتخابات برلمانية على وقع تنديد دولي، ولاسيما من الأمم المتحدة التي وصفت الخطوة بأنها “مهزلة وأقرب إلى السخافة”، ففي حين ينتخب البعض من الفئة المذكورة سابقاً أمام شاشات التلفاز هنالك الضعاف منهم في المناطق المحررة أو المحاصرة من قبل نظام الأسد هم أمام مواجهة الحياة في ظل تردي الوضع الصحي والمعيشي والقصف اليومي الذي ساهم في بتر أطراف المئات من المدنيين العاجزين عن قضاء حاجاتهم ولا يهمهم حتى من يوصل صوتهم مادام المستقبل الأكبر هو المسبب لإعاقتهم، فقد بلغ عدد السوريين الذين بترت أطرافهم نتيجة النزاع المسلح منذ 2011 إلى الآن 20 ألف بسبب القنابل العنقودية مع القذائف والصواريخ، ويشكل الأطفال والنساء منهم نسبة 40% والرجال نسبة 60% كما وثقها اتحاد السوريين في المهجر، وبدورها بدأت منذ أيام الهيئة العالمية للتنمية البشرية بتركيب 1000 طرف صناعي بقيمة مليون دولار.
في ذات التقرير السابق الذكر، قالت إحدى الموظفات:” منذ الساعة 8 صباحاً إلى 8 مساءً تفتح مراكز خدمة المواطن أبوابها للتسهيل على الفرد الحصول على الأوراق المطلوبة للترشح لعضوية مجلس الشعب”، متناسين أن معظم البنى التحتية في المناطق المحررة دمرتها أسلحة النظام السوري وحلفائه، ولا وجود لمؤسسات أو دوائر تخص الحكومة السورية فيها وغالبية قاطنيها لا يدرون بأمر هذه الانتخابات لأنها بعيدة كل البعد عما يريدونه في إيصال صوتهم، وأكثر من 50% من البنية التحتية مدمرة في سوريا.
ختم مراسل سما الفضائية تقريره بقوله :” إن الإعاقة هي بالعقل وليست إعاقة الجسد” لكن حكومة سوريا من زمن الأب حافظ الأسد إلى عهد ابنه بشار لا تزال تهجر أصحاب العقول خشية من التمرد عليها، تزامناً مع تفاخرها بأن ذوي الإعاقات الخاصة هم من أصحاب الكفاءات العالية والتحصيل العلمي المميز ولهم الدور البناء في نهوض سوريا.
“مجلس الشعب لا يمثلني، ومجلس الشعب ذاك لا يخدم سوى موالي النظام، وهو عار على كل شريف ذاق المرارة من نظام الأسد”، جملة قالها أبو محمود من مدينة إدلب عقب سماعه بأن 11 ألف شخص رشح نفسه لمجلس الشعب في مناطق سيطرة النظام.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن