قالت مجلة أميركية إنّ ما يدور من حديث بشأن تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لا يلغي الحاجة الأكيدة إلى التعاون بينهما في عدّة ملفات على رأسها ملف محاربة الإرهاب، حيث لا يمكن لواشنطن أن تستغني عن الدور السعودي في هذا المجال.
وورد في تقرير لمجلة بوليتيكو الأميركية التأكيد على أنّ الولايات المتحدة والسعودية ينبغي أن يكونا طرفين رئيسيين في محاربة الإرهاب خلال المرحلة المقبلة، على الرغم مما يثار حول التوترات في العلاقات بين البلدين.
وأضاف التقرير أن الشراكة بين واشنطن والرياض أفضت الأسبوع الماضي إلى تعطيل عدة شبكات رئيسية لتمويل الجماعات المتطرفة، من بينها منظمتان تقدمان دعما لتمويل العديد من العمليات الإرهابية التي تستهدف الجنود الأميركيين في أفغانستان.
ونشطت المنابر السياسية والإعلامية بشكل لافت في مناقشة العلاقات الأميركية السعودية، والخليجية عموما، بمناسبة القمّة التي يعقدها الرئيس باراك أوباما مع القادة الخليجيين في الحادي والعشرين من الشهر الجاري بالعاصمة السعودية الرياض.
وشرّعت سياسات ورسائل إعلامية من إدارة باراك أوباما لمراقبين القول بوجود تراجع كبير في التحالف التقليدي بين السعودية والولايات المتّحدة، دون أن تمنع آخرين من التأكيد على أنّ بين الولايات المتحدة ودول الخليج من المصالح والأهداف المشتركة، ما يجعل التراجع القائم في العلاقات مجرّد قوس سيتم إغلاقه بانقضاء مدّة رئاسة أوباما.
ومن جهتهم يقول مختصّون في السياسات الخليجية، إن بلدان الخليج عكفت على إعداد بدائلها عن التحالف العضوي مع الولايات المتحدة متبعة سياسات أكثر استقلالا عن دائرة التأثير الأميركي، ومتجهة نحو نسج شبكة من التحالفات مع قوى أخرى عبر العالم بعضها محسوب ضمن القوى الكبرى والبعض الآخر ضمن القوى الصاعدة.
كما أنّ دول الخليج أصبحت أكثر تعويلا على قدراتها الذاتية في مجال حفظ الأمن والاستقرار وحماية الإقليم من التهديدات الخارجية.
صحيفة العرب