“ما نفد حدا من هل مجزرة غير أنا وهل الطفلة” كلمات تمتم بها “أبو صالح” ليحدثنا عن مقتل عائلته بأكملها في القصف الهستيري الذي تتعرض له مدينة الميادين بدير الزور.
قصف عنيف تتعرض له دير الزور وأريافها، من قبل النظام والتحالف الدولي، لوجود عناصر التنظيم داخلها، ما أدى إلى مجازر بحق المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم من قاطني هذه المدينة، فهم لا صلة لهم لا بهؤلاء ولا بهؤلاء.
الحاج “أبو صالح” (55عاما) يحدثنا والدموع تنهمر من عينيه عما تعرض له مع أسرته، جراء قصف التحالف لمدينته قائلاً: “اعتدنا على قصف الطيران، سواء كان تابع للتحالف أو النظام، و كل منا ينتظر دوره، استيقظت على صوت مريع، ولم أذكر ما حدث بعده، سوا أنني وابنتي بالمشفى وباقي عائلتي أصبحت تحت الركام”.
عائلات دفنت بأكملها، و إعاقات جسدية لن يشفيها الزمن، فالقصف لا يميز بين حديد و بشر.
الدكتور”صالح المحمد” من المشفى الميداني في المدينة، يحدثنا عن خطورة الإصابات جراء هذا القصف قائلاً: “هناك حالات بتر كثيرة متضمنه (الساق أو اليد) عداك عن فقدان أحد العينين، أو شلل رباعي أو نصفي، فهذه الإعاقات والحالات تعالج ضمن إمكانيات بسيطة، و نقص في المعدات و الأدوية، و ترافقهم مدى الحياة، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الأطراف الإصطناعية التي قد تخفف بعض معاناتهم”.
“تم بتر رجلي نتيجة القصف الجنوني وأنا مدني لا علاقة لي بالتنظيم، ولا أملك المال الكافي لشراء طرف صناعي، وأنا المعيل الوحيد لأسرتي، أصبحت اليوم بحاجة إلى من يعيلني، ماذا أفعل أنا وعائلتي ولم يبقى لدينا مورد نقتات منه” بهذه العبارت حدثنا الشاب “وائل المحمد” (25عاما) عن مأساته جراء القصف المرعب الذي تتعرض له مدينته، حاله كحال باقي الأهالي من قاطني هذه المناطق الواقعة تحت النيران.
“يا أخي نحنا شو دخلنا إذا التنظيم فات لعنا، ما بدنا غير نلحق لقمة أكلنا ونعيش بدون خوف، من جهة قصف التحالف و النظام و من جهة تانية التنظيم، صرنا بين نارين، جهتين عم يتقاتلو و نحنا بنص ما منعرف شو نعمل، لك يا ابني الله يفرجها أحسن شي” تحدث بهذه الكلمات العم “أبو يحيى” و أدار ظهره ذاهباً و ما زال يتمتم بكلمات محزنة.
قصف هستيري لا يعرف رحمة، وأبرياء بين براثن النيران من مختلف الجهات، هل سيستمر هذا الحال طويلاً، أم ليس لهم نصيب بحياة آمنة كريمة كغيرهم من البشر.
المركز الصحفي السوري _ يحيى حمادة.