صحيفة العرب
أن الضربة الإسرائيلية لـ”حزب الله” في عمق الجولان جاءت موجعة على المستويات العسكرية والسياسية والأمنية والمعنوية، موضحا أنه على المستوى العسكري أكدت تلك الضربة أن الحكومة الصهيونية تعرف، تماما، الإمكانيات الحقيقية لـ”حزب الله” على الرد، وعلى المستوى السياسي تظهر أن الحكومة الصهيونية تستغل، إلى أبعد مدى، غرق “حزب الله” في سوريا وتحاشي النظام الإيراني، في ظل انتظاراته من مفاوضاته مع الولايات المتحدة الأميركية، أن يسهم في فتح حرب واسعة مع الكيان الصهيوني، وعلى المستوى الأمني، فإن الصهاينة يؤكدون لقيادة “حزب الله” أن خروقا أمنية على أعلى المستويات لا تزال موجودة، ورأى الكاتب أن تورط “حزب الله” في سوريا قد كان له آثارا مدمّرة ليس فقط على الشعب السوري وبلاده وثورته، وليس فقط على استقرار لبنان وأمنه وتماسك بنيته الاجتماعية، بل على المقاومة نفسها التي يتأكد، كل يوم، أنه احتكرها لنفسه ليوظفها في مشاريع النظام الإيراني لبسط هيمنته ومد نفوذه وتعميم النمط الاجتماعي الذي يكرس ويؤبد ولاية الملالي البازار في إيران والمنطقة، وخلص الكاتب إلى أن الإصرار على تلزيم المقاومة لـ”حزب الله” هو خصخصة لها لتوظيفها، وهو بالتالي، قضاء على المقاومة وإطلاق ليد الاحتلال الصهيوني في لبنان وفي المنطقة، مستفيدا من كل هذا الإجرام الذي باشره نظام الأسد، فحوّل المنطقة إلى كومة من دمار، وشعوبها إلى أشلاء، ومواطنيها إلى كتل من اللاجئين.