براء موسى – صحيفة الحياة اللندنية
أن ما من حقيقة أجلى في الربيع العربي من الارتباط الوثيق بين نسبة الضحايا وبقاء الديكتاتور على رأس النظام الحاكم، موضحا أن سبعة وعشرون يوماً في تونس هي الفاصل بين قيام الانتفاضة ورحيل بن علي لا تقاس أبداً في ضحاياها مع ضحايا الثورة السورية وهي على باب السنة الرابعة، وما زالت حُبلى بالمزيد، وأشار الكاتب إلى أن ما حصل في تونس ومصر من وقوف الجيش وجنرالاته على الحياد كان بعيداً من مراهنة قلّة من السوريين على واقع الجيش الأسدي السوري، مبينا أن الانشقاقات الكبرى التي حصلت في الصفوف العليا في ليبيا واليمن لا شبيه لها في سورية، حيث النظام قائم أصلاً على ولاء الجيش والأجهزة الأمنية منذ تأسيسها في عقود حكم الأب الراحل، وما قدّمته الانتفاضات العربيّة التي سبقت الانتفاضة السوريّة ليس سوى تنبيه لنظامها لا أكثر لضرورة التحقّق من ولاء الجيش والأجهزة الأمنيّة، ولاحقاً توريطهما في خندق جرائم النظام ذاته وتضييق الخيارات إلى خانتين لا ثالثة لهما: قاتل أو مقتول، وقال الكاتب متسائلا: ماذا لو أنّ بشار الأسد استقال؟ حقنا لدماء السوريين في الدرجة الأولى، عدا هذا الحجم المذهل من الخراب والدمار الذي لا مثيل له؟، فهل كان يمكن للطائفيّة أن تتفشّى الى هذا الحدّ؟ وهل التشدّد الديني يصل إلى حافّة اللا معقول كما هو الحال، والسوريّون إلى هذا التمزّق والتشرذم والأهوال؟ واعتبر أن الأسئلة لا تتوقف عن النزيف الحاد في كلّ التفاصيل صغيرها وكبيرها أمام هذا التساؤل الافتراضي: ماذا لو أنّه استقال؟ وهذا على الأقل من منظار داعميه الروس والإيرانيّين الذين ما انفكّوا يتداولون حجّتهم التي هي رغبتهم في الحفاظ على الدولة، وليس شخص رئيسها!