لم يعد أطفال سوريا كسائر أطفال العالم.. ملأت ذاكرتهم البريئة مشاهد الرعب والخوف, وامتزجت رائحة الدم بأنوفهم برائحة معروك رمضان, لم يعد شيء يمر بهم له قيمة ولم يعد رمضان بمخيلتهم هو أمان وصيام ويتجلى بانتظار المسحراتي “سوريا الحزينة لن تسامحكم ” رسالة كل طفل نجا من الموت وفقد روحه تحت ركام أنقاض الدمار الطفولة التي لم يبق فيها سوى بضع ذكريات لاتزال تموت الواحدة بعد الأخرى.
كل السوريين متضررون من هذه الحرب ولكن الأكثر تضررا هم الأطفال وكبار السن الذين لا يملكون من أمرهم شيئا حين تتلاعب بهم رياح الحرب الهوجاء وتقذف بهم ذات اليمين وذات الشمال, آلاف الأطفال السوريين جار عليهم الزمن والسياسة وقصفت أحلامهم الحرب وتجاهل العالم مآسيهم, الجوع والبرد والتشرد غدت بعد مرور ستة أعوام من عمر الثورة السورية أزمة تنمو على أكتاف “جيل الحرب”.
يُقتل في سوريا على يد القوات الحكومية كل ساعة 6 مواطنين بمعدل يومي وسطي 135 مواطناً يومياً. أما المعاناة فتبقى في سقوط طفل كل ساعتين وامرأة كل 3 ساعات حيث قتلت قوات النظام 8329 طفلاً، واعتقلت 82 وتم تعذيبهم حتى الموت، وتبلغ نسبة الأطفال من إجمالي الضحايا 9% وهو رقم مرتفع جداً، كما يبلغ عدد الأطفال المعتقلين قرابة 9000 طفل حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
إنهم أطفال سوريا اليوم، كبروا قبل أوانهم، يختزنون مشاهد العنف والموت، ويحلمون بمستقبل تغيب فيه تلك المشاهد لصالح أمنيات طفولية يرغبون في تحقيقها أطفال يحملون ورقة كُتب عليها: “أنقذوا مَنْ تبقى من أطفال سوريا”، صور تركّز على العيون المشتعلة بالبكاء، ولو امتلك أولئك الأطفال طريقة للتعبير عن مدى غضبهم لاحترق العالم بنار الألم والغضب الذي يحملونه في صدورهم.
قُتل 17 مدنيا بينهم ثمانية أطفال، أمس، في غارات شنتها طائرات لم تعرف إذا كانت سورية أو روسية في أول أيام شهر رمضان واستهدفت سوقا مكتظا في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يتراكم الغضب في النفوس وتضيع أيام الطفولة وذكريات الكبار عنها تحت عجلات الحرب والفقر، أي رمضان صرنا ننتظره؟! فهل ترانا نستطيع أن نغض الطرف ونصرف النظر عن دمعة طفلة لا تقنع بالأسباب التي جعلت والدها يموت بين يديها، ذهب رمضان وغادرنا بطبلته وطلته الكريمة رمضان هذا العام يأتي حزينا، باكيا ع سوريا وأطفالها.
لم يعد رمضان كما كنا نعهده, ولم أعد أسمع صوت الطبل يقرع ويردد “يا نايم فيق ع سحورك ” الحرب لم تسرق منا الأحبة والديار فقط بل سرقت منا لذة انتظار المسحراتي ومدفع رمضان الذي تحول إلي مشاهد دم ودمار حقيقة، كلمات نطقت بها الطفلة رزان والدموع أنهمرت من عيونها “ربما مات المسحراتي كما مات أبي “.
أعلنَت منظَّمة اليونيسيف قبل فترة أنَّ سنة 2014 كانت سنة مليئة بالرُّعب والخوف واليأس لملايين الأطفال؛ ويبقى السؤال هل الطفل السوري الخارج من تحت الإنقاض هو الإرهاب؟…… فلا رمضان ولا عيد يفرح به السوريون لطالما كانت دمعة حزن جرت من طفل سرقت الحرب منه أحلامه البريئة.
المركز الصحفي السوري- رشا مرهف