ذكرى تتجدد باستمرار تقطع قلب أم بلال وتفطر فؤادها شوقا لأولادها الذين فقدتهم وهم في ريعان شبابهم وفي مقتبل العمر.
موت سامر ومحمود وحسين صدمات متكررة عالقة بفؤادها ومخيلتها..
أم بلال امرأة في العقد الخامس من السادس من العمر من بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، توفي زوجها عام ٢٠١٠ م ، تقول أم بلال بروح منكسرة وقلب متعب لرحيل أولادها وفقدانهم “ابني سامر عمرو 26 سنة كان عريس جديد الو شي 4 اشهر متزوج استشهد بالمعركة وماحسنت شوفو وودعو ”
مبينة عدم قدرة رفاقه على جلب جثته من أرض المعركة وعدم قدرتها على وداعه ودفنه وكان ذلك عام 2018 م ،تكمل أم بلال حديثهاوكأن حزن الدنيا سكن عينيها البنيتين و أردى روحها محطمة “الله ينتقم من بشار وكل شي معو لأنو خطف مني ابني أغلى من روحي “.
وعند حديثها عن ابنها محمود الأخ الأصغر ل سامر والذي استشهد عام 2019م “ياريت متت وماشفت ابني سامر قدامي ميت”، موضحة صعوبة تقبل رحيله لتجري في مخيلتها الذكريات ويعتريها الحزن المميت وتذرف الدموع المنهمرة كالشلال على خديها، تاركة في كيانها أعمق الجروح والندبات.
لتكمل حديثها عن محمود فتقول “محمود استشهد بقصف الطيارة شرقي الضيعة الله يموتو لبشار حرمني من ولادي ” مبينة برحيلهم قد تركوا غصة وألما لاتبرأ منه حتى تلحق بهم، فوداعهم كان بدون كلمة أو سابق إنذار بعد أن ملكوا قلبها وعقلها وروحها والآن تتنفس ذكرياتها معهم، وينبض فؤادها شوقاً لهم ودموع عينها تذرف لوعة على فراقهم.
تقول أم بلال ولوعة الشوق بادية على وجهها المدور وعينيها التائهتين “الفرقة صعبة وماعم احسن اتعود فراق ولادي وإلي كسرلي ضهري أكتر شي موت ابني حسين أصغر ولد عندي” ، متحدثة عن مدى تعلقها بابنها حسين كونه أصغر أولادها وكان صغيرا عندما توفي والده ” ماخليتو ينضم لشباب الثورة من خوفي عليه مااخسروه متل ماخسرت أخواتو” مبينة
سبب وفاته بصعق كهربائي عام 2020م بعمر لايتجاوز 17.
“حرقلي قلبي موت حسين كنت عم اتونس فيه ماعم احسن اتخيل هالدنيا بدونو” موضحة بأن بقية أولادها لا يستطيعون العودة إلى سوريا بسبب إقامتهم في لبنان “مابقول غير الله يصبرني ع فراق ولادي ويجمعني فيهون بالجنة”.
شعور الفقد يصيب البشر بغصة موجعة خاصة عندما يكون مضاعفاً بعد أن كان الأحبة يتقاسمون الأفراح والأحزان، محاولين سرقة اللحظات الجميلة وجعلها طويلة والمضي سوياً سيكون لآخر العمر، ولم يخطر بالبال بأنه لا يدوم وأن القضاء والقدر هو سيد الموقف وليس بيد أحد حيلة أمام تصاريف القدر وتقلباته.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع