فشلت الأمم المتحدة عبر مؤتمر جنيف في إقناع المجتمع الدولي بإعادة توطين نحو نصف مليون لاجئ سوري من بين 4.8 ملايين يعيشون في دول الجوار خلال ثلاث سنوات، وسط تعهدات خجولة للدول الغنية.
وبينما لم يتعهد الاتحاد الأوروبي باستقبال لاجئين جدد، تعهدت بعض الدول فقط بتسهيل التأشيرات للعائلات الراغبة في لم الشمل.
كما أن الولايات المتحدة لم تتعهد باستقبال لاجئين جدد، ولكن هيذر هيغن بوتوم نائبة وزير الخارجية التي شاركت في المؤتمر أشارت إلى أن بلادها ستسرع معاملات توطين عشرة آلاف لاجئ سوري تعهدت سابقا باستقبالهم.
أما دول أميركا اللاتينية فأعلنت أنها ستطلق برنامج تأشيرات الدخول الإنسانية، في حين تعهدت دول أخرى بتقديم منح دراسية للطلبة السوريين اللاجئين.
وكان المجتمع الدولي تعهد للأمم المتحدة في وقت سابق بإعادة توطين 179 ألف لاجئ سوري، ولكن عقب المؤتمر أعلن المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن الدول رفعت العدد إلى 185 ألفا.
دعوات أممية
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء افتتاح المؤتمر -الذي نظمته المنظمة الدولية في جنيف أمس الأربعاء- إلى إعادة توطين 480 ألف سوري على الأقل، أي 10% من اللاجئين الذين فروا بسبب النزاع إلى الدول المجاورة.
وأضاف المسؤول الأممي أمام ممثلي أكثر من تسعين دولة وممثلي وكالات أممية ومنظمات غير حكومية، “نحن هنا لمواجهة أكبر أزمة لاجئين ونازحين في عصرنا”، وقال إن “هذا الأمر يتطلب تعزيز التضامن الدولي بشكل كبير جدا”.
وذكر بان في كلمته أن الدول المجاورة لسوريا أظهرت “ضيافة استثنائية”، مشيرا إلى أن لبنان استقبل أكثر من مليون سوري وتركيا أكثر من 2.7 مليون والأردن أكثر من ستمئة ألف.
من جانبه قال غراندي إن الظروف المعيشية في الدول المجاورة “تزداد صعوبة”، موضحا أن نحو 90% من اللاجئين يعيشون تحت عتبة الفقر و10% منهم على الأقل يعتبرون “في ظروف سيئة جدا”.
وأعرب عن أسفه لأن أكثر من 50% من المبالغ التي وعد مؤتمر المانحين بلندن في فبراير/شباط الماضي بتقديمها لسوريا ودول الجوار والبالغة 11 مليار دولار، لم ترسل.
وفي تعليقهما على نتيجة المؤتمر، قالت المنظمتان الإغاثيتان أوكسفام البريطانية ومجلس اللاجئين النرويجي إن الحكومات أظهرت “افتقارا صادما إلى الزعامة السياسية والأخلاقية”.
وأضافت المنظمتان في بيان مشترك أن “جميع الدول الحاضرة تقريبا لم تظهر مستوى الكرم المطلوب”.
وبحسب تقرير نشرته منظمة أوكسفام الثلاثاء، فإن الدول الغنية لم تعد توطين سوى 67.1 ألف لاجئ سوري، أي 1.39% من إجمالي عدد اللاجئين.
ويشير التقرير إلى أن ثلاث دول غنية فقط -وهي كندا وألمانيا والنرويج- قامت بأكثر مما هو مطلوب منها في مجال استقبال اللاجئين.
ملاذ آمن.
من جانبها طالب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة فيصل طراد بتخفيف العبء عن الدول المجاورة لسوريا التي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الملاذ الآمن للاجئين السوريين.
وقال طراد إن السعودية تعد من أوائل الدول التي أسهمت في تخفيف معاناة الشعب السوري عبر تقديم الدعم المادي المباشر للمنظمات الدولية، أو عبر مساعدات مباشرة لدول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وأضاف أنه على المستوى الإقليمي والدولي بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة نحو تسعمئة مليون دولار مباشرة أو عبر آليات العمل الدولي.
المصدر : الجزيرة – وكالات