لطالما هاجم النظام التواجد الأمريكي والتركي في الأراضي السورية لانتهاكه السيادة السورية التي كانت كل من إيران وروسيا سباقة في انتهاكها بتسلمها مفاصل القرار بمنأى عن النظام.
عقدت شخصيات إيرانية وأخرى تابعة لنظام الأسد، يوم أمس الأربعاء، ملتقى مع وجهاء عشائر عربية شرق الفرات في مدينة الميادين معقل الميليشيات الإيرانية شرقي دير الزور، لتحريض العشائر ضد انتشار القوات الأمريكية ونظيرتها التركية في المنطقة الشمالية الشرقية والغربية.
وبحسب مصادر محلية، تولت إيران عقد الاجتماع بحضور الحاج سلمان مسؤول المربع الأمني في مدينة الميادين، والحاج مهدي الإيراني” مسؤول المنطقة الشرقية، وشخصيات إيرانية أخرى قدمت من دمشق، بالإضافة إلى “هاشم السطام” مسؤول الانتساب في الحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن الخلايا التابعة لإيران والعاملة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والعميد دعاس دعاس رئيس فرع أمن الدولة، وشكور العساف رئيس ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة.
بدأت القوات الأمريكية عملياتها البرية في سوريا أواخر عام 2015، بعد وصول عدد من عناصر الوحدات الخاصة لتشكيل تحالف مع قوات محلية ضد تنظيم الدولة، ليبلغ تعدادها رسمياً 2000 جنديا موزعا في قواعد عسكرية شرق وشمال البلاد، وقد أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب عن سحب تدريجي للقوات الأمريكية في 2019، إلا أن القوات مازالت تحافظ على تواجدها.
ويعمد نظام الأسد لإثارة مناهضة التواجد الأمريكي والتركي في الأراضي السورية، متجاهلاً انتشار الميليشيات الإيرانية ومثيلتها الروسية التي بات لهما اليد العليا في شؤون البلاد.
يعود بدء التوسع العسكري الهائل لإيران في سوريا إلى مطلع عام 2012، عقب تدخل ميليشيات إيرانية لدعم قوات النظام في مواجهة الثورة السورية.
ويقدر عدد المليشيات الإيرانية بنحو 50 تشكيل، وبتعداد يتجاوز 100 ألف مقاتل، باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في مقابلته مع مجلة سروش عام 2019.
وتستولي إيران عبر مليشياتها على مواقع عسكرية أبرزها مطار دمشق في الجنوب ومطار التيفور وسط البلاد، وتدير بشكل مطلق مناطق واسعة غرب الفرات، فمنذ أواخر عام 2017، تسيطر الميليشيات الإيرانية بشكل منفرد على المنطقة الممتدة من مدينة الميادين غرباً إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية شرقاً بطول أكثر من 50 كيلومتراً.
وفيما يخص القوات الروسية التي تدخلت في سوريا لصالح النظام في خريف 2015، كشفت وزارة الدفاع الروسية في آب 2018، عن أن عدد الجنود الذين أُرسلوا إلى سوريا، تجاوز 63 ألف جندي. ورغم الروايات الروسية بسحب معظم تلك القوات، يبقى عدد الجنود الروس في سوريا برمتها أو قاعدتها العسكرية حميميم في محافظة اللاذقية مجهولاً.
الجدير بالذكر أن الساحة السورية تشهد صراعاً بين القوى الفاعلة في المنطقة متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران وتركيا، وتعود أسباب التنافس بينها لغنى البلاد بالثروات، وموارد الطاقة وموقعها الاستراتيجي، ومسعى تلك القوى للحفاظ على موطئ قدم شرق المتوسط.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري