اقيم مؤتمر، في اوفيرسورافاز بباريس، يوم الأحد 26 مارس تحت شعار (التطرف الدیني هو العدو الرئیسي للإسلام والسلام والمساواة) ،ويأتي المؤتمر للتضامن مع الانتفاضة الكبرى للشعب الإيراني التي بدأت منذ أكثر من ستة أشهر ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة، وراح ضحيتها أكثر من 750 شهيداً بينهم نساء وأطفال، واعتقل عشرات الآلاف وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، وتم إعدام عدد من المتظاهرين بشكل تعسفي.
وتأتي هذه الأمسية الرمضانية التي شارك فيها العديد من الشخصيات العربية البارزة للتضامن مع برنامج النقاط العشر للرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، والتي تتضمن احترام المواثيق الدولية في مجال الحقوق الفردية والاجتماعية، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وفصل الدين عن الدولة، وإيران غير النووية والحكم الذاتي للقوميات في إيران والتعایش السلمي في المنطقة.
وقالت السيدة رجوي التي شاركت في الأمسية الرمضانية عبر الإنترنت في كلمة ألقتها في بداية المؤتمر : “إن شهر رمضان المبارك أطلَّ على إيران في وقت سحقت فيه الدكتاتورية الدينية الحاكمة باسم الدين الحرية والعدالة، أي الرسالة الرئيسية لدين الرحمة، وبینما يعيش معظم الإيرانيين تحت خط الفقر، حسب الإحصائيات الحكومية، ازدادت ميزانية الأجهزة العسكرية والقمعية وانخفضت ميزانية الخدمات العامة “. وبينت أنه :” في مثل هذه الظروف، استمرّت الانتفاضة منذ 6 أشهر، لکن النظام یحاول منع انتشارها بالقمع الوحشي، وخلال الانتفاضة قتلت قوات الحرس أكثر من 750 شخصا بينهم أطفال، لكن رغم ذلك مازال الحراك الشعبي مستمراً “. واضافت بالقول :” مثل كل الثورات في العالم نحن واجهنا مكائد النظام وحلفائه، وأبرز مكيدة كانت محاولة النظام وحلفائه الأجانب أن يصوروا بأن المنتفضين يريدون العودة إلى نظام الشاه، كان الهدف من ذلك حرف الانتفاضة عن مسارها، إنهم يريدون أن يقولوا إنه لا سبيل إلى الأمام، يريدون أن يوحوا بأن الديمقراطية غير ممكنة في إيران وأن أمامهم خياران فقط، إما قبول الوضع الحالي أو العودة إلى الديكتاتورية السابقة، لكن الإيرانيين داخل إيران وخارجها ردوا بحزم على هذه الحيلة، بشعار الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)! “.
وأكدت :” إن خميني وخليفته خامنئي أرادا أن يصورا أنهما ممثلان عن الله والإسلام على الأرض، وأن خصومهم هُم أعداء الله والإسلام (محاربون ضد الله) “. وأوضحت أنه :” منذ بداية ثورة 1979 دافع مجاهدو خلق عن هدف الثورة وهي الحرية وتجرؤوا على قول (لا) لخميني ودفعوا ثمناً باهظاً مقابل ذلك، في ذلك الوقت، كان من الصعب تشخيص طبيعة النظام، لكن مجاهدي خلق، الذين دافعوا عن الإسلام الحقيقي، أعلنوا أن الإسلام ليس كما يقول قادة إيران الجدد، بل الإسلام دين الرحمة والتحرير، الإسلام ليس دين كراهية النساء، فهو دين قائم على الحرية والمساواة والاختيار الحر للجميع، رجالاً ونساءً مسلمين وغير مسلمين، وكما يقول القرآن (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَیكُمْ ).
من جهته، قال جورج صبرا الممثل البارز للمعارضة السورية، أنه :” بعد انتشار الجرائم في إيران ، ارتكب الملالي جرائم في دول المنطقة، وخاصة في سوريا، وعُرف قاسم سليماني في المنطقة بجرائمه، كما اشتهر إبراهيم رئيسي بدوره في مذبحة عام 1988 ضد السجناء السياسيين “.
وأضاف :” إن المقاومة الإيرانية وقفت في وجه هذه الجرائم، واستمرت هذه الاحتجاجات منذ استشهاد مهسا أميني رغم قسوة النظام، وستستمر حتى النصر النهائي لشعب وشباب إيران، إن المقاومة الإيرانية ستحرص على سماع صوت الشعب في جميع أنحاء العالم، كما رفض الإيرانيون دكتاتورية الشاه، أحيي الشعب الإيراني الذي يجلب الربيع إلى المنطقة”.
أما الشيخ تيسير التميمي، كبير القضاة الشرعيين في السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد أكد في كلمة له :” ان خطاب السيدة رجوي يعبر عن الصراع بين الإسلام الحقيقي وإسلام الخميني المنحرف، فالنظام الإيراني الحاكم يسيء للدين، ما يفعلونه ليست له علاقة بالإسلام، فالإسلام دين السلام، وقد خلق الله النساء والرجال متساوين، كما يقول الله تعالى أنه لا إكراه في الدين، هذه هي الأخلاق التي تتبعها منظمة مجاهدي خلق “.
كما ألقت السيدة أنيسة بومدين، السيدة الأولى السابقة للجزائر، كلمةً قالت فيها أنه :” من آيات القرآن الأساسية أنه لا إكراه في الدين، كما يشجع الإسلام المسلمين على اتباع العلم والتقدم في جميع مراحل الحياة، يجب أن تدرس النبي حتى تفهم احترامه للمرأة، لقد ألغى الإسلام العديد من تقاليد كراهية النساء التي عفا عليها الزمن في ذلك الوقت “.
وأضافت :” أود أيضاً مشاركة بعض الأفكار مع أصدقائنا في (أشرف) ، يجب أن يكون لدينا أمل دائماً، فعندما نفقد الأمل نخسر، وعاجلاً أم آجلاً ، ستتحقق العدالة الإلهية، والنظام الحاكم في إيران سوف يسقط في النهاية، يجب أن نحافظ على الأمل وندعم إخواننا وأخواتنا الذين يقاتلون من أجل الإسلام الحقيقي “.
من جانبه، قال الاستاذ جلال كنجئي، رئيس لجنة حرية الأديان والمذاهب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية :” اليوم، هناك انقسامات كبيرة في صفوف الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، حتى خامنئي اشتكى شخصياً من أن السلطات الدينية العليا لا تدعم سياساته القمعية، وعلى الرغم من تهديداته، لم يستطع الحصول على دعم المجتمع الديني، فإيران لن تعود إلى ما كانت عليه قبل ستة أشهر، لقد كانت هذه هزيمة كبيرة للنظام، كما اننا نشهد أيضاً وحدة بين الشعب الإيراني في جميع أنحاء البلاد، ان الناس يرددون شعارات (الموت للدكتاتور) و (الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد خامنئي) ، يجب قطع رأس الثعبان الحاكم في إيران، إن العالم مقارنةً بالماضي أكثر وعياً بتهديدات وأخطار هذا النظام وأسلحته النووية وتهديداته الأخرى للمجتمع الحديث “.
أما خليل ميرون مدير جامع أفيري الكبير، فقد أكد :” ان الملالي الذين يديرون البلاد مرتبكون، إنهم ليسوا مسلمين، الإسلام يحترم الإنسانية، ولا يفرض أي قيود على الآخرين، وعندما قرأت القرآن لم أجد آية واحدة يخبر فيها الله النبي أن يخبر الناس بما يؤمنون به وما لا يؤمنون به “.
وبيّن :” إن الملالي يزرعون بذور الصراع، بينما السيدة رجوي رئيسة نموذجية للدولة، خطتها المكونة من عشر نقاط تتضمن بناء إيران ديمقراطية ترفض كل أشكال التمييز، بين الرجال والنساء، بين المسلمين وغير المسلمين “.