أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عن كشف فريد من نوعه لأقرب “نجم فاشل” لكوكب الأرض يقع فقط على مسافة 332 سنة ضوئية، الأمر الذي سيتيح دراسة مستقبلية أفضل لطبيعة هذه الأجرام الغريبة.
نجوم فاشلة
“النجوم الفاشلة” هو اصطلاح يستخدم للتعبير عن الأقزام البنية، وهي حالة خاصة ليست نجوما ولا كواكب، وتسمى بذلك لأنها تمتلك نفس الآلية التي تنشأ بها النجوم، حيث تتراكم أجزاء من الغاز والغبار في الفضاء على بعضها البعض.
لكن في حالة الأقزام البنية فإن كتلة تلك السحابة التي نشأت منها لم تكن كبيرة كفاية لتبدأ اندماجا نوويا، مما يعني أنها فشلت في أن تصبح نجوما يافعة.
وتبقى الأقزام البنية ساخنة -بسبب الاحتكاك بين مكوناتها- لفترة تمتد لمليارات السنين، ثم تنخفض درجة حرارة سطحها شيئا فشيئا حتى تصبح أقزاما سوداء، وتلك هي المرحلة النهائية من أعمارها.
وبحسب الدراسة الجديدة التي أعلن عنها في لقاء الجمعية الفلكية الأميركية في 2 يونيو/حزيران الجاري، فإن أول من وصل إلى هذا الكشف الجديد ليس فريقا من العلماء، وإنما أحد الفرق المشاركة في لعبة إلكترونية جديدة تسمى “ديسك ديتيكتف”.
ألعاب وبحث العلمي
ويهدف المشاركون في هذه اللعبة على الإنترنت إلى فحص ملايين الصور الصادرة عن المستكشف المسحي واسع المجال في نطاق الأشعة تحت الحمراء (وايز) التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا).
وأثناء تلك الفحوص يبحث المشاركون في اللعبة عن النجوم التي تكونت حولها أقراص كوكبية.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه فور اكتشاف القرص الكوكبي الموجود حول القزم البني الجديد في عام 2016 -وسمي “W1200-7845”- ركز فريق بحثي من جامعة أوكلاهوما ومعهد ماساتشوستس العالي للتكنولوجيا بشكل أكبر عليه عبر تلسكوبات ماجلان التابعة لمرصد لاس كامباناس في تشيلي.
ولأن تلك حالة نادرة فإن الفريق يأمل لإنجاز دراسات أكثر تفحصا لهذا القزم البني عبر “مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري الكبير” (ALMA)، لمعرفة كتلته ونصف قطره ودراسة الكيفية التي يمكن أن تتكون بها الكواكب حول هذه الأجرام السماوية الغريبة.
المكتشفون الجدد
وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها هواة في اكتشافات علمية بحتة، فعلى سبيل المثال كانت ميليفيا تيفينو -وهي هاوية ألمانية- قد تمكنت من اكتشاف أبرد وأقدم قزم أبيض نعرفه إلى الآن، ونشرت نتائج هذا الكشف في فبراير/شباط الماضي بدورية “ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز”.
ووجدت ميليفيا هذا النجم بينما كانت تشارك في لعبة إلكترونية شبيهة غرضها فحص أرشيفات التلسكوب “جايا” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، لكنها كانت تبحث بالأساس – مثل فريق عمل “ديسك ديتكتف”- عن الأقزام البنية.
أما الروسيان إيفان تيرينتيف وتيم ماتورني فقد تمكنا في مايو/أيار 2016 من رصد تجمع هائل للمجرات كان خفيا عن أعين العلماء يبتعد عنا ما يقارب مليار سنة ضوئية ويحتوي على أربعين مجرة.
وحدث ذلك أثناء ممارستهما للعبة إلكترونية شبيهة تسمى “غلاكسي زوو” (Galaxy Zoo)، ونشرت ورقة بحثية خاصة بهذا الكشف في النشرة الشهرية لدورية الجمعية الملكية الفلكية.
ويُسمى الهواة المشاركون في مشاريع كتلك “المواطن العالم” (Citizen scientist)، وتهدف مشروعات مثل “زونيفرس” -والتي تشارك مع وكالة ناسا في هذه المبادرة- إلى إدماج الجمهور العام في العملية العلمية بهدف تحقيق فهم أفضل لكم البيانات الهائل الذي يصدر عن المراصد الأرضية والفضائية المتنوعة.
نقلا عن الجزيرة