قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن نشر روسيا لطائرات مقاتلة في ليبيا هو أحدث إشارة على أن هذا الصراع، الذي بدأ في عام 2014 بين المارشال خليفة حفتر والألوية وثوار غرب ليبيا، يتجاوز بكثير المعسكرين.
وأضحت لوفيغارو أن ردة الفعل الروسية هذه تأتي في الوقت الذي تحقق فيه القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا، تقدما ميدانيا مهما مع استعادتها السيطرة على قاعدة “الوطية” الإستراتيجية بالقرب من طرابلس، ثم انسحاب مئات المرتزقة الروس والسوريين وابتعادهم عن طرابلس باتجاه مدينة بني وليد على بعد 180 كلم من العاصمة الليبية والتي غادروها لاحقا.
يتفق معظم المحللين على أن تحركات هذه القوات ليست بالضرورة علامة على تجدد القتال
ويتفق معظم المحللين على أن تحركات هذه القوات ليست بالضرورة علامة على تجدد القتال، حيث يتحدث محمد بن لاما للصحيفة الفرنسية عن فرضيتين اثنتين: “ترسيخ المواقف حول حقول النفط في جنوب ليبيا بهدف المفاوضات المقبلة أو اتفاقية تركية-روسية في سيناريو مشابه للسيناريو في سوريا”.
وتساءلت لوفيغارو إن كانت تركيا وروسيا ستقومان بتكرار طريقتهما في سوريا في ليبيا ومحاولة تقاسم الأراضي، بحيث يكون غرب ليبيا تحت النفوذ التركي، وشرقها تحت عين موسكو؟ هذا ما يبدو أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يخشاه، إذ تحدث يوم الأربعاء الماضي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ عن “سورنة ليبيا” (نسبة إلى سوريا).
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه بات من الواضح الآن –وإن لم يكن الأمر بالجديد– أن التدخل الروسي في ليبيا قد يغير موقف بعض البلدان، ومنها فرنسا، التي دعمت بشكل أو بآخر علنا خليفة حفتر وعارضت الهجوم التركي لمساندة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية. فمع تزايد الانتشار الروسي، ثمة مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من مواجهة بين حلف الناتو، الذي تُعد تركيا عضوا فيه، وروسيا. لكن الموقف الأمريكي يبقى المتغير في هذه المعادلة.
نقلا عن القدس العربي