اعلنت الخارجية الفرنسية الاحد ان الوزير جان ايف لودريان سيجري “حوارا صريحا” الاثنين مع طهران حول البرنامج البالستي الايراني، وحول الدور الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا.
واجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد اتصالا هاتفيا بنظيره الايراني حسن روحاني وطلب منه “ممارسة الضغوط اللازمة” على النظام السوري لوقف الهجمات على السكان في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان “خلال هذا التشاور الهاتفي، حض رئيس الجمهورية نظيره (الايراني) بقوة على ممارسة الضغوط الضرورية على النظام السوري لوضع حد للهجمات العشوائية على السكان المحاصرين في الغوطة الشرقية والسماح بايصال المساعدات الانسانية واجلاء الحالات الطبية الحرجة”.
واكد الرئيسان ايضا “توافقهما على العمل معا في شكل عملاني في الايام المقبلة بهدف الحصول مع الامم المتحدة، بالتنسيق مع نظام دمشق والدول الرئيسية المعنية بسوريا، على نتائج على الارض وايصال المساعدة الضرورية الى المدنيين وجعل وقف اطلاق النار فعليا”.
وشدد ماكرون “على المسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق ايران بالنظر الى علاقاتها مع النظام، في تنفيذ الهدنة الانسانية التي نص عليها القرار 2401 الذي اصدره مجلس الامن الدولي”، بحسب البيان.
واوضح الاليزيه ان ماكرون “سيعرض مجددا هذا الاسبوع مع نظيره الايراني التقدم الملموس لهذه المباحثات”.
وهذه أول زيارة لايران يقوم بها مسؤول من أحد البلدان الاوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق (فرنسا والمانيا وبريطانيا)، مع روسيا والصين والولايات المتحدة، منذ انذار الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير الماضي.
وأمهل الرئيس الاميركي الاوروبيين حتى 12 ايار/مايو لمعالجة “الثغرات الرهيبة” في الاتفاق الذي لن يمنع ايران كما قال من الحصول على السلاح الذري في نهاية المطاف. وفي حال عدم التوصل الى قيود اضافية، فان الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق وتعيد فرض عقوبات على ايران.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية انييس فون در مول الاحد في بيان “في اطار روحية الاتفاق النووي الموقع في الرابع عشر من تموز/يوليو 2015 تنوي فرنسا المضي قدما في حوار صريح ومتشدد مع ايران”.
واضافت المتحدثة الفرنسية ان لودريان سيذكر ب”تمسك” فرنسا بالاتفاق النووي الذي “يؤمن ضمانات صلبة بوجه اي احتمال لاستخدام البرنامج النووي الايراني لاهداف عسكرية”.
وتابعت المتحدثة “في موازاة ذلك من المهم بالنسبة الينا كما لايران مواصلة الاستثمارات الاوروبية في هذا البلد”.
وتتخوف باريس من ان تؤدي اعادة النظر بالاتفاق الى دخول دول المنطقة في سباق نووي، والى دفع كوريا الشمالية الى المضي قدما في برنامجها.
– صواريخ مداها 2000 كلم-
ويلتقي لودريان خلال زيارته لطهران الرئيس حسن روحاني الذي راهن على الاتفاق النووي لاعادة ايران الى المجتمع الدولي ولانفتاح اقتصادها.
وبعد نظيره محمد جواد ظريف يلتقي لودريان ايضا الأمين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الأميرال علي شمخاني، المقرب من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وسيطرح لودريان مواضيع حساسة امام محاوريه مثل الترسانة البالستية الايرانية والدور الايراني بشكل عام في المنطقة الذي تعتبر باريس انه “توسعي”.
وتريد باريس، بالاتفاق مع لندن وبرلين، اقناع ايران بالحد من برنامجها للصواريخ البالستية لكي لا تكون قادرة لاحقا على حمل رؤوس نووية.
وقال لودريان ان “هذه الطموحات مقلقة جدا ومخالفة للقرار 2231” لمجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015.
وحذر من انه في حال لم تتخذ ايران اجراءات واضحة بهذا الصدد “فستكون دائما، وعن حق، متهمة بالسعي لتطوير السلاح النووي”.
وقد طورت ايران صواريخ مداها 2000 كلم قادرة على ضرب اسرائيل وكل القواعد الاميركية في المنطقة، الا انها تؤكد انها محض دفاعية وتقليدية.
وتفيد اوساط الوزير لودريان ان باريس “تشعر ايضا بقلق خاص ازاء عمليات نقل الخبرات والقدرات البالستية الى أفرقاء اقليميين” من حزب الله اللبناني الى المتمردين الحوثيين في اليمن.
-“مساهمة ايجابية”-
إلا ان لودريان قد يصطدم بتعنت ايراني بعدما قال الرئيس روحاني في تصريح سابق “لن نجري مفاوضات مع احد حول اسلحتنا”.
وفي السياق نفسه قال مستشار المرشد الاعلى للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي السبت “اذا كانت زيارة لودريان تهدف الى تعزيز علاقاتنا، فمن الافضل عدم اتخاذ مواقف سلبية”.
لكن الايرانيين ينتظرون ايضا الكثير من زيارة محتملة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعلنها لهذه السنة.
ويمكن للاتفاق حول السلاح البالستي ان يكمل الاتفاق حول السلاح النووي ويهدىء مخاوف ترامب.
وتدعم طهران عسكريا النظام السوري عبر عشرات آلاف عناصر الميليشيات الموالية لها. وتهدد ايضا اسرائيل بحزب الله اللبناني وتخوض مع الرياض سباقا على النفوذ الاقليمي.
المصدر : فرانس برس