وعود مؤجلة بالنصر في خطابات مسؤولي حكومة النظام باسترجاع جميع الأراضي السورية الخارجة عن سيطرتها والتي تتجاوز 70 %، لكن خسائر النظام ما زالت في تزايد رغم وجود الدعم العسكري الروسي.
” لواء اسكندرون” أحد المناطق السورية التي تم التنازل عنها في عهد الأب حافظ الأسد في اتفاقية أضنة ليستلم ابنه بشار الحكم ويكمل عملية البيع بشكل كامل ورسمي، وقامت الحكومة التركية بضم اللواء إليها وتسميته “هتاي”، ويعتبر اللواء ذو الطبيعة الساحلية الجبلية مرفأ تركيا لتصدير النفط، ويشمل اللواء أنطاكية والريحانية و أوردو و السويدية وأرسوز وغيرها، وغالبية سكانه من عرب سوريا موزعين بين السنة والعلويين والمسيحيين والأكراد ولا تتجاوز نسبة التركمان 40% بحسب الإحصائيات.
كان اللواء منسيا من قبل حكومة النظام قبل الحرب كون العلاقة كانت ودية بين الحكومتين السورية والتركية، ليعود ويتصدر خارطة سوريا في نشرات الأخبار وفي حالة الطقس بعد العداء بينهما بسبب موقف الحكومة التركية الداعم للثورة والمعارضة في سوريا، حيث نفى النظام تخليه عن اللواء قبل الأزمة مبررا أن المصلحة السورية تقتضي تأجيل الخلافات والتطلع للتعاون الاقتصادي والسياسي بينهما.
وعقب صمت طويل عاد موضوع استرداد اللواء يتصدر ساحة الإعلام السوري، حيث أطلق مؤيدو النظام حملات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الأزمة منها ” الحرية للواء اسكندرون المحتل” و ” الثورة السورية لتحرير لواء اسكندرون من المحتل العثماني”.
فبعد التدخل الروسي العسكري في سوريا أصدرت الحكومة التركية احتجاجا رسميا اتهمت فيه موسكو بانتهاك مجالها الجوي، و أعلنت موسكو بعدها أن الاختراق لم يكن مقصودا و أن مقاتلاتها كانت تستهدف تجمعا لتنظيم الدولة، وعلى إثر هذه الحادثة عقد اجتماع في بروكسل اتفق الحاضرون فيه أن هدف روسيا الضغط على تركيا لتغيير موقفها في دعم المعارضة.
ومن هنا جاءت وعود بوتين للنظام السوري باستعادة لواء اسكندرون واحتدت الأمور بعد إسقاط القوات التركية للطائرة الروسية الشهر الماضي التي اخترقت أجواءها رغم تنبيهها أكثر من عشر مرات، ولتضرب مخطط تركيا بإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بطول 115 كلم وعمق 35 كلم لمنع التمدد الكردي على الحدود السورية التركية في ريف حلب الشمالي.
رغم تنازل آل الأسد عن اللواء لتحقيق مصالحهم أنذاك إلا أنهم لا ينفكون عن تسميته باللواء السليب والمسلوخ في مناهجهم التعليمية و أن سكان اللواء السوريين لازالوا يرفعون العلم السوري معربين عن انتمائهم للوطن سوريا.
تنازل بشار الأسد عن أكثر من ثلاثة أرباع سوريا دون أن يأبه لحال المدنيين متبعا سياسة القمع والاعتقال بحقهم، فكيف له أن يطالب باللواء ويتأمل باستعادته وخساراته بازدياد رغم الدعم الروسي والإيراني، لكن النظام السوري اعتاد على سياسة نسج الأوهام والوعود الكاذبة ليخرج دائما بصفة المنتصر في وقت يرفض أحد تصديقه بمن فيهم موالوه.
سماح خالد
المركز الصحفي السوري