في الذكرى العاشرة للثورة السورية اليوم الإثنين 15 آذار/مارس نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف حول إفادة عدد من النشطاء السوريين وتجاربهم في الصراع السوري.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
يتجمع الناس في المناطق المناهضة للنظام السوري لتكرار نفس المطالب التي أطلقها المحتجون قبل عقد من الزمان.
كانت سارة القاسم في الثانية عشرة من عمرها عندما بدأ المتظاهرون يملأون الشوارع السورية قبل 10 سنوات وتتذكر الأمل والإثارة في ذلك الوقت كان يبدو منفصلاً جداً عن الرعب الذي أعقب ذلك.
عاشت ” القاسم ” تحت الحصار في مدينة حمص واعتقل النظام أصدقاءها وأقاربها وعاشت مع أسرتها دون كهرباء وتكافح لتأمين الغذاء والدواء بالتزامن مع استمرار سلاح الجو التابع للنظام بإلقاء البراميل المتفجرة والذخائر العنقودية على حيهم.
عندما سقطت مدينة حمص بيد النظام كانت القاسم وعائلتها بين خيارين لا ثالث لهما، فإما ستبقى وتجابه مخاطر الأسد الذي سيعاملهم كإرهابيين أو سيتوجب عليهم الانتقال إلى إدلب غير المستقرة نسبياً ولكنّها على أقلّ تقدير خارج سيطرة الأسد.
بعد عشر سنوات من الصراع استعاد نظام الأسد بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين السيطرة على معظم أنحاء البلاد واقتصر حلم “سوريا حرة” على قسم صغير في شمال غرب البلاد يتكون من مدينة إدلب والريف المحيط بها.
لقد أدى التدفق المستمر لخفض المساعدات إلى زيادة صعوبة الحياة على أكثر من 4 ملايين نازح ومع كلّ ذلك لا يزال الناس يتنقلون بين الساحات والقرى في كلّ يوم جمعة لترديد الشعارات واللافتات الداعمة للثورة السورية مكررين المطالب ذاتها التي كانت لديهم قبل عقد من الزمن، ومظاهرات اليوم خير دليل على ذلك.
يقول مدير مركز مجتمعي في “كش ملك” في قرية كللي “محمد بركات”: “لم أكن أعتقد أننا سنواصل القتال من أجل الحقوق الأساسية بعد ذلك بوقت طويل، فعندما بدأت الثورة اعتقدت أن ما حدث في بلدان أخرى مثل تونس سيحدث في سوريا أيضًا، واعتقدت أن النظام سيتنحى ويستسلم لمطالب الشعب بالحرية، إلاّ أنّه بدلاً من ذلك، قام بالرد العسكري وقصف منازل المدنيين، وأدركت أننا سنكافح لفترة طويلة”.
وأضاف بركات “علينا أن نحافظ على الحلم حيا للجيل القادم، لديهم حافز كبير، العمل مع الشباب يجلب لي الأمل والفرح”.
وتضيف القاسم “واجه في عصرنا أشياء مختلفة عما واجهه الجيل الأكبر من النشطاء، فقد دمرت طفولتنا تمامًا، لكن لدينا واجب وقدرة على الاستمرار، جهودنا لجعل سوريا مكانًا أفضل تستحق الدعم من العالم الخارجي، لولا الثورة السورية لما كنت ما أنا عليه الآن”.
فلا يزال تجميع القطع السورية حلماً بعيد المنال، فبحسب تقرير لمنظمة إنقاذ الطفولة، يرغب طفل من كلّ ثلاثة أطفال نازحين داخل سوريا المغادرة، فيما قال قرابة 86 بالمائة من الأطفال اللاجئين الذين تمت مقابلتهم في الأردن ولبنان وتركيا وهولندا أنّهم لا يريدون العودة إلى البلد الذي غادره آباؤهم.
فتجدر الإشارة إلى أنّ الشباب السوري يعاني من ندوب كثيرة جسدية ونفسية، ويصعب بالنسبة للمراهقين ومن هم في سن العشرينات من العمر التوفيق بين ذكريات الطفولة في وقت السلم والحاضر.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
رابط التقرير