فاروق يوسف – العرب
لقد صار علينا أن نتحدث عن سوريا الروسية بطريقة لا تقبل اللبس. غير أن ذلك الحل لن يكون خيارا مريحا بالنسبة للسوريين. فسوريا الروسية لن تكون لكل السوريين.
بغض النظر عما يقوله الممثلون على مسرح الممانعة والمقاومة، فإن سوريا انتهى دورها في المنطقة. سوريا الابن هي ليست نفسها سوريا الأب.
كل شيء تغير داخلها ومن حولها وفي محيطها وفي طريقة نظر العالم إليها، ولم يتغير نظامها الذي ظل محافظا على مقولاته القديمة التي صارت أشبه بمبالغات القصص المصورة.
كانت سوريا هي التي تدير لعبة المنظمات التي تقاتل من أجل الحرية، والتي كان الغرب يسميها بالمنظمات الإرهابية.
اليوم صار حزب الله وهو جماعة إرهابية إيرانية هو الذي يفرض إملاءاته عليها ويتبجح بأنه أنقذها.
حتى حركة حماس الفلسطينية التي كانت يوما ما بمثابة طفل سوريا الرضيع، صارت اليوم تعتبر نفسها أكبر منها.
أما على مستوى العلاقة بإيران وروسيا، كونهما حليفين، فإن الأمور تبدو أشد كآبة إذا ما نظرنا إليها من الزاوية التي تقف فيها الحكومة السورية.
ذلك لأن الدولتين وبالأخص روسيا انتقلتا من موقع الحليف إلى موقع الوصي الذي يفعل ما يشاء على الأراضي السورية في الوقت الذي يناسبه.
قد تتخلص سوريا من العبء الإيراني قريبا بفعل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وهو خبر سار بالنسبة للحكومة السورية، غير أنه لا شيء يوحي بأن الحضور الروسي سيكون يوما ما جزءا من الماضي. ما من شيء على الأرض يؤكد أن سوريا في طريقها إلى التعافي.
فالدولة السورية وإن كان رأسها لا يزال يتكلم بطريقته التقليدية نفسها، تنقصها قدمان تمشي بهما على الأرض بحرية وثقة واتزان.
واقعيا فإن تلك الدولة لا تسيطر إلا نظريا على الجزء الأكبر من التراب السوري. أما على المستوى العملي فإن أجزاء كبيرة من سوريا لا تزال خارج سيطرة الدولة؛ إما لأن الجماعات المسلحة لا تزال تحكمها، أو لأنها وقعت تحت الحماية الروسية والإيرانية.
ما يجب الاعتراف به اليوم بأسف أن سوريا لم تعد رقما في المعادلة الإقليمية التي كانت قائمة قبل وقوع سوريا في فخ الحرب الأهلية، التي سرعان ما تحولت إلى حرب عالمية وهو ما لم تسعَ الدولة السورية إلى تفاديه أو لأنه كان أكبر من قدرتها.
لن تكون الدول الكبرى بعد اليوم مضطرة إلى عرض مشاريعها المتعلقة بالمنطقة على سوريا فهي لم تعد دولة محورية ينبغي أخذ رأيها في ما يُعرض من مشاريع لإعادة صياغة العلاقات في المنطقة.
يكفي أن هناك تنسيقا روسيا – إسرائيليا في ما يتعلق بما يجري في سوريا لكي يكون واضحا أن إسرائيل لن تكون في حاجة إلى التعرف على الموقف السوري إن تعلق الأمر مثلا بالجولان المحتل.
لقد تحولت سوريا إلى منطقة نفوذ روسية فصار على من يتعامل مع الشأن السوري أن يتفاوض مع روسيا من أجل أن لا يخطئ في تقديراته.
قد يكون الاعتراف بتلك الحقيقة جارحا غير أنه يشكل وسيلة إنقاذ وحماية من حملات التضليل والخداع التي تمارسها أبواق النظام الإيراني العربية، وبالأخص تلك التابعة لحزب الله والتي تحاول أن تطبّعَ وجودها سوريا من خلال إيهام النظام السوري بقوته وبأنه لا يزال يمثل خط الممانعة والصمود الأخير.
المفارقة تكمن في أن الحكومة السورية صارت تعرف حجمها الحقيقي. لقد انتهى دورها في أن تقول ما تراه صحيحا. ذلك لأن لا أحد معنيّا بسماع رأيها.
فمَن يحتاج إلى سماع رأي حكومة لا تملك السيطرة على أراضيها، بل هي توكل تلك المهمة لدولة أخرى؟
لقد صار علينا أن نتحدث عن سوريا الروسية بطريقة لا تقبل اللبس. غير أن ذلك الحل لن يكون خيارا مريحا بالنسبة للسوريين. فسوريا الروسية لن تكون لكل السوريين.
كل شيء تغير داخلها ومن حولها وفي محيطها وفي طريقة نظر العالم إليها، ولم يتغير نظامها الذي ظل محافظا على مقولاته القديمة التي صارت أشبه بمبالغات القصص المصورة.
كانت سوريا هي التي تدير لعبة المنظمات التي تقاتل من أجل الحرية، والتي كان الغرب يسميها بالمنظمات الإرهابية.
اليوم صار حزب الله وهو جماعة إرهابية إيرانية هو الذي يفرض إملاءاته عليها ويتبجح بأنه أنقذها.
حتى حركة حماس الفلسطينية التي كانت يوما ما بمثابة طفل سوريا الرضيع، صارت اليوم تعتبر نفسها أكبر منها.
أما على مستوى العلاقة بإيران وروسيا، كونهما حليفين، فإن الأمور تبدو أشد كآبة إذا ما نظرنا إليها من الزاوية التي تقف فيها الحكومة السورية.
ذلك لأن الدولتين وبالأخص روسيا انتقلتا من موقع الحليف إلى موقع الوصي الذي يفعل ما يشاء على الأراضي السورية في الوقت الذي يناسبه.
قد تتخلص سوريا من العبء الإيراني قريبا بفعل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وهو خبر سار بالنسبة للحكومة السورية، غير أنه لا شيء يوحي بأن الحضور الروسي سيكون يوما ما جزءا من الماضي. ما من شيء على الأرض يؤكد أن سوريا في طريقها إلى التعافي.
فالدولة السورية وإن كان رأسها لا يزال يتكلم بطريقته التقليدية نفسها، تنقصها قدمان تمشي بهما على الأرض بحرية وثقة واتزان.
واقعيا فإن تلك الدولة لا تسيطر إلا نظريا على الجزء الأكبر من التراب السوري. أما على المستوى العملي فإن أجزاء كبيرة من سوريا لا تزال خارج سيطرة الدولة؛ إما لأن الجماعات المسلحة لا تزال تحكمها، أو لأنها وقعت تحت الحماية الروسية والإيرانية.
ما يجب الاعتراف به اليوم بأسف أن سوريا لم تعد رقما في المعادلة الإقليمية التي كانت قائمة قبل وقوع سوريا في فخ الحرب الأهلية، التي سرعان ما تحولت إلى حرب عالمية وهو ما لم تسعَ الدولة السورية إلى تفاديه أو لأنه كان أكبر من قدرتها.
لن تكون الدول الكبرى بعد اليوم مضطرة إلى عرض مشاريعها المتعلقة بالمنطقة على سوريا فهي لم تعد دولة محورية ينبغي أخذ رأيها في ما يُعرض من مشاريع لإعادة صياغة العلاقات في المنطقة.
يكفي أن هناك تنسيقا روسيا – إسرائيليا في ما يتعلق بما يجري في سوريا لكي يكون واضحا أن إسرائيل لن تكون في حاجة إلى التعرف على الموقف السوري إن تعلق الأمر مثلا بالجولان المحتل.
لقد تحولت سوريا إلى منطقة نفوذ روسية فصار على من يتعامل مع الشأن السوري أن يتفاوض مع روسيا من أجل أن لا يخطئ في تقديراته.
قد يكون الاعتراف بتلك الحقيقة جارحا غير أنه يشكل وسيلة إنقاذ وحماية من حملات التضليل والخداع التي تمارسها أبواق النظام الإيراني العربية، وبالأخص تلك التابعة لحزب الله والتي تحاول أن تطبّعَ وجودها سوريا من خلال إيهام النظام السوري بقوته وبأنه لا يزال يمثل خط الممانعة والصمود الأخير.
المفارقة تكمن في أن الحكومة السورية صارت تعرف حجمها الحقيقي. لقد انتهى دورها في أن تقول ما تراه صحيحا. ذلك لأن لا أحد معنيّا بسماع رأيها.
فمَن يحتاج إلى سماع رأي حكومة لا تملك السيطرة على أراضيها، بل هي توكل تلك المهمة لدولة أخرى؟
لقد صار علينا أن نتحدث عن سوريا الروسية بطريقة لا تقبل اللبس. غير أن ذلك الحل لن يكون خيارا مريحا بالنسبة للسوريين. فسوريا الروسية لن تكون لكل السوريين.