يبلغُ التوترُ أشده والخوف يزداد أكثر فأكثر مع اقتراب الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء التاسع عشر من تموز/يوليو حيث حددت وزارة التربية والتعليم في إدلب ذلك الموعد لصدور نتائج التعليم الأساسي، وتسنيم إحدى طالبات تلك الشهادة التي تنتظر نتيجتها بفارغ الصبر.
تقول تسنيم بفرحة لا تصدق “كاد قلبي أن يقف من الخوف، تلك الساعات قبل أن تصدر النتائج مرعبة جداً والقلق يبلغ محلاً كبيراً في نفس الطالب، لكن الحمد لله أنني استطعت أن أنجح بمجموع مقبول نسبياً لفتاة فقدت والدها في الحرب وتعيش في مخيمات النازحين”.
تجتمع العائلة مع اقتراب الساعة الثامنة، كلٌ يحمل هاتفهُ المحمول ويتسابقون أيهم يرى النتيجة أولاً، ومن سيزف بشرى نجاح تسنيم المنشود بعد أشهر من العتب.
تحكي تسنيم “لا شيء أصعب من تلك اللحظات، وفعلاً تبلغ القلوب الحناجر، وما أن أصبحت الساعة الثامنة ودقيقتان إلا وبدأت المباركات والضحكات على أوجه الجميع، وتقول أمي مبارك يا تسنيم رفعتي راسي بنجاحك، أنت أول شهادة من أولادي وإن شاء الله أراك بأعلى المراتب”
لم يكن مجموع تسنيم مرضياً بالنسبة لها لكنه كان كافياً لإدخال السرور على قلب العائلة بعد أعوام من الحزن والمتاعب، وتضيف “كان مجموعي 210 علامة من 280، لم يعجبني ذلك وتوقعت أن يكون أعلى بكثير لكن قدر الله وما شاء فعل، وفرحة أمي كانت كافيةً لأفرح وأطمئن”
نزحت عائلة تسنيم وهي أمٌ وأربعة أطفال من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات أطمة بعدما هجروا قسراً عن بلدتهم وأرضهم التي نشأوا فيها، وهناك استشهد والدهم على ثرى تلك الأرض مدافعاً عنها في وجه الهجمة الشرسة من قوات النظام وروسيا وميليشيات إيران.
تقول تسنيم وملامح الحزن تغلب عليها “استشهد والدي ونحن صغار وكانت أمي السند والمعيل لنا، وبعد هجرتنا أصررت على مواصلة تعليمي وأن أكون مجدةً ومثابرة رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، وأن أكون عند حسن ظن والدي بي الذي أشعر أنه بجانبي في كل الأوقات”.
ابراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع