تشهد مدينة إدلب ارتفاعا فاحشا بأسعار البضائع، الألبسة و الأطعمة و الأمبيرات والآجارات و ….، مما أدى إلى حالة ذعر و بؤس عند السكان المهجرين قسرا من مناطق شتى، لم تكن صعوبة العيش تلك بحسبانهم، فقد كانوا هاربين من وحشية النظام و آلته العسكرية.
أبو علي (اسم مستعار) .. نعاني و بشكل مستمر من ازدياد الأسعار، بحجة مكذوبة اسمها ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية أو ارتفاع سعر الليرة التركية مقابل الليرة السورية، أذهب للسوق لشراء ما نحتاجه من الطعام، انصدم بأسعارهم بعد أن يتبين أن الذي معي لا يكفي لما أحتاجه، هذا ما عدا اللوازم المنزلية الأخرى، تابع أبو علي بحروف مليئة بالحيرة .
يأتيني في كل حين و آخر صاحب البيت ليزيد همي، يرفع سعر الآجار و يطالبني بالدفع و إلا ……
– اخرج من بيتي و ابحث عن غيره
-و أين سأجد غيره
-اذهب هناك الكثير
-لكن ليس لي قدرة على دفع الأجور المرتفعة جدا، إنني أبحث و لكن لا طاقة لي بالذي يطلبونه مني، كيف أخرج ؟!
أين أذهب أنا و عائلتي لا مكان نؤوي إليه
-هذا ليس من شأني (دبر حالك ).
يتنهد بحسرة وينظر إلى ضوء الشمعة قائلا : و يزيد همي (أبو الأمبيرات) يفرض علينا وقت محدداً للكهرباء مقداره 3 ساعات، محددا على كل أمبير 30 ليرة تركية، ما عدا شرطه الاستغلالي بعدم قبول تمديد أمبير واحد، و لا يقبل إلا بتمديد 2 أمبير، ليصبح المبلغ 60 ليرة تركية شهريا تضاف إلى 50 دولار آجار البيت، و الحياة تزداد ثقلا فثقلا على هذا القلب.
لم يكن أبو علي يعلم ماذا سيفعل، فقد بحث على عملٍ و لم يجد ما يناسب كبر سنه، و لم يتبق لديه الصحة الجيدة التي تساعده على الكفاح أمام عائلته في ظل هذا الغلاء الفاحش.
استكمل كلماته بتنهيدات يائسة .. الآن و قد جاء الشتاء، تتراكم المصاريف فوق بعضها، من مدفأة و حطب و لباس شتوي و لوازم منزلية لا غنى عنها و لوازم الأطفال الضرورية و … .
هذه بقعة من هموم تراكمت على صدر رجل عجوز لا حيلة له إلا انتظار الفرج من الله عز و جل، بعد كل تلك الصعاب التي يواجهها و عائلته في حياتهم، لم تعد الحياة في البيت مستقرة، مما يجعل الخيمة و صعوبة معيشتها و المعاناة التي تكمن فيها، أهون من تلك الصعوبات التي يعاني منها سكان المنازل، “على الأقل الخيمة ليس لها آجار ” .
بقلم : ابتهال دعبول