واعتبر هولاند أن تحديات ما بعد استعادة الموصل تفرض نفسها، وأن الأولوية هي إنقاذ مستقبل المنطقة بدلا من إعادة إنتاج ماضيها، في ما بدا رسائل وجهها لأكثر من طرف.
حلقة ( 2016/10/25) من برنامج “ما وراء الخبر” تناولت أبعاد تحذيرات الرئيس الفرنسي من تكرار سيناريو حلب في الموصل، وذلك بضرب المدنيين بدل إنقاذهم.
وفي هذا الصدد اعتبرت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط آنياس لفالوا أن تصريحات هولاند عبارة عن رسالة مفادها أن فرنسا مهتمة كثيرا بمصير المدنيين في الموصل وبالجانب الإنساني كي لا يدفع المدنيون ثمن وجودهم بين الأطراف المتحاربة في الموصل.
وأضافت أنها رسالة موجهة كذلك لأعضاء التحالف مفادها أنه يجب التمييز بين المدنيين ومقاتلي تنظيم الدولة في الموصل وأنه لا يجب أن يفعل التحالف كما يفعل الروس وحلفاؤهم في حلب حيث يضعون كل السكان في الخانة نفسها ولا يفرقون بين المدنيين والمسلحين، مؤكدة أن هولاند لا يريد أن يحصل الشيء نفسه في الموصل.
وأكدت أنه يجب احترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية الخاصة بذلك في معركة الموصل وليس كما يحدث في حلب حيث لا تحترم تلك المواثيق إطلاقا.
انتقاد
من جهته انتقد مدير عمليات منظمة “آفاز” في الشرق الأوسط وسام طريف تصريحات هولاند، وقال إنه أراد بها تمرير رسالة لروسيا لكنه وقع في خطأ فظيع وهو أن المعيار ليس حلب التي هي أبشع جريمة في هذا العصر، وإنما المعيار هو القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف التي تحدد قوانين الحرب.
وأضاف أن الحكومة العراقية تتحدث عن الالتزام بعدم دخول المليشيات إلى الموصل، مشيرا إلى ما حدث من انتهاكات ضد المدنيين في الفلوجة والأنبار.
واعتبر طريف أنه لا توجد ضمانات لعدم دخول مليشيات شيعية على أهل الموصل في العراق وارتكاب انتهاكات ضدهم.
لا تصفيات طائفية
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي جاسم الموسوي أن تصريحات هولاند رسالة عن الخلاف الفرنسي الروسي حول الإستراتيجية في سوريا وإدانة واضحة لما تقوم به روسيا هناك.
وأكد أن الغرب يتحمل مسؤولية ما يجري في المنطقة من صراع سني شيعي، مشيرا إلى أنه ربما بدأ يشعر بصحوة ضمير إزاء ذلك.
وشدد الموسوي على أنه لن تحدث تصفيات طائفية في الموصل لأن أهاليها متعاونون مع الحكومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حسب تعبيره.
وحول عبارة “قادمون يا نينوى تعني قادمون يا رقة، قادمون يا حلب، قادمون يا يمن”، التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، قال الموسوي إن المالكي هو رئيس حزب وليس هو من يقود معركة الموصل وإنما الذي يقودها ويضع خطوطها هو رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يؤكد على ضرورة أن تكون المعركة لكسب أهالي الموصل.
من برنامج ما وراء الخبر – قناة الجزيرة