أبرز “الميثاق الوطني لرفض تقسيم سوريا” الذي أطلقته جماعة الإخوان المسلمين يوم السبت الماضي، حجم القلق الذي يساور الجماعة من تطبيق اتفاقية “مناطق خفض التوتر” التي أقرها اجتماع أستانا الرابع في مايو/أيار الماضي.
ورغم أن الميثاق خلا من الإشارة الصريحة للقاءات العاصمة الكزاخية، فإن بنوده حملت رسائل واضحة على تحرك الإخوان لمواجهة الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ بعد يومين من إبرامه في الرابع من الشهر الماضي، ونص على توفير الحماية لمحافظات إدلب وحلب وحماة ومناطق من اللاذقية.
فقد عرض المكتب الإعلامي للجماعة الميثاق على منصات إلكترونية لجمع تواقيع التأييد له من المجتمع السوري، فيما أكدت مصادر من الإخوان أن إطلاقه جاء بعد سلسلة طويلة من المباحثات والتشاور مع القوى السورية المختلفة.
“ينص الميثاق على رفض أي محاولة لتقسيم سوريا بأي دافع وعلى أيّ خلفية ومن قبل أي طرف، ويؤكد على مقاومة كافة مشاريع التقسيم والعمل على إسقاطها وإسقاط أدوات تنفيذها، والتمسك بالمجتمع المدني الموحد الذي يتمتع بالتعددية الدينية والثقافية والعرقية ليؤسس لدولة مدنية حديثة”
رفض التقسيم
وينص الميثاق على رفض أي محاولة لتقسيم سوريا بأي دافع وعلى أيّ خلفية ومن قبل أي طرف، ويؤكد على مقاومة كافة مشاريع التقسيم والعمل على إسقاطها وإسقاط أدوات تنفيذها، والتمسك بالمجتمع المدني الموحد الذي يتمتع بالتعددية الدينية والثقافية والعرقية ليؤسس لدولة مدنية حديثة.
واعتبر الميثاق أن جميع مشروعات التقسيم تعبّر عن إرادات ومؤامرات خارجية ستطيل أمد الصراع وتعقد المشهد، كما رفض أعمال التهجير والتغيير الديمغرافي ومساعي تجنيس السوريين تحت أي دافع.
وأقر الميثاق “أخوّة السوريين” مسلمين ومسيحيين ودروزا وعلويين وإسماعيليين وعربا وأكرادا وسنة، وأكد على أن التقسيم لم يكن يوما مطلبا لأي مكون من المكونات الوطنية لسوريا.
وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا محمد حكمت وليد إن إطلاق الميثاق بصبغته الجامعة لمكونات الشعب السوري ينسجم مع الطبيعة الوطنية والشعبية للثورة السورية التي لم تنطلق من دوافع فئوية أو طائفية.
وشدد خلال حديثه للإعلاميين وشخصيات معارضة سورية في لقاء إفطار جماعي بمدينة إسطنبول التركية، على أنّ الميثاق ينسجم مع تبني الإخوان للحوار الوطني الإيجابي البنّاء سبيلا وحيدا لبناء المجتمع السوري والتخلّص من نظام بشار الأسد.
وتمثل جماعة الإخوان المسلمين جزءا من الثورة السورية التي انطلقت ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وهي ممثلة في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، كما أنها تدعم عددا من الفصائل المسلحة التي تقاتل داخل سوريا.
المصدر : الجزيرة