أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني منصور بطيش أن بلاده تتطلع لتعزيز العلاقات مع الصين وزيادة حجم الأعمال والاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين في جميع المجالات، خاصة في ظل كون الصين ثاني أكبر شريك تجاري للبنان.
ونسبت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى الوزير تأكيده أن الميزان التجاري بين البلدين يميل بشكل كبير لصالح الصين وأن أحد سبل تعزيز العلاقات يكمن في محاولة خلق توازن في التجارة بين البلدين.
وأشار إلى أن لبنان يستورد بضائع تقدر قيمتها بأكثر من ملياري دولار من الصين بينما يصدر إليها في المقابل منتجات لا تزيد قيمتها على 60 مليون دولار فقط. وأضاف “لدينا الكثير من المنتجات الجيدة في لبنان التي نريد الترويج لها في سوق الصين”.
وشدد على تشجيع السياحة بين البلدين، ورحب بالاستثمارات الصينية في القطاعين المالي والصناعي، مؤكدا أن لبنان لديه بيئة مناسبة للاستثمار.
وتظهر الأرقام الصادرة عن الجمارك اللبنانية أن الصين تحتل صدارة أكبر مصدري السلع إلى لبنان، والتي تشمل الآلات والمعدات الكهربائية والبلاستيك والأثاث والمركبات، في حين أن صادرات لبنان إلى الصين تشمل النحاس والبلاستيك والمشروبات والكاكاو.
وأكد بطيش أن لبنان يمكن أن يكون منصة مهمة جدا لاستثمارات الصين في مختلف القطاعات بما في ذلك القطاع المالي والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وقال “صحيح أن لبنان بلد صغير ولكنه مليء بالفرص الجيدة للغاية للاستثمار”.
وأشار على سبيل المثال إلى أنه يمكن للصين أن تعتبر لبنان منصة هامة للاستثمار في إعادة إعمار سوريا في السنوات القليلة المقبلة.
منصور بطيش: لبنان يسعى لزيادة جذب الاستثمارات من خلال تحديث البنية التحتية
وأكد أن بيروت تتطلع لاستقبال الخبرة الصينية للمجيء وتنفيذ المشاريع في لبنان ضمن برنامج النهوض بالاقتصاد الذي عرضته الحكومة اللبنانية في مؤتمر سيدر للمانحين لدعم الاقتصاد اللبناني.
وكان مؤتمر “سيدر” انعقد العام الماضي في باريس وأسفر عن توفير 11 مليار دولار للبنان على شكل قروض ومنح للمشاريع بهدف تجديد البنية التحتية المتهالكة في البلاد وتعزيز اقتصادها.
ونقلت شينخوا عن بطيش تأكيده أنه بحث مؤخرا مع سفير الصين في لبنان وانغ كه جيان إمكانيات التعاون بين البلدين في التجارة والثقافة والسياحة.
وأوضح أن لبنان يتطلع بشكل إيجابي إلى المشاركة في الدورة الثانية لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي الذي سيعقد في بكين في أواخر الشهر المقبل، والذي يسعى لإعطاء زخم جديد لمبادرة إحياء طريق الحرير التاريخية.
وتسعى المبادرة التي أطلقتها الصين في عام 2013 لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين ما يصل إلى 65 بلدا على مسارات برية وبحرية واسعة لإعطاء زخم جديد للاقتصاد العالمي.
وتهدف المبادرة إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية لربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا عبر مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.
وذكر الوزير المعين حديثا أن إحدى أولوياته الرئيسية في وزارة الاقتصاد هي تخفيض العجز التجاري اللبناني السنوي الذي يزيد على 16 مليار دولار.
وقال “نحن نستورد بأكثر من 20 مليار دولار سنويا بينما نصدر بما هو أقل من 4 مليارات دولار”.
وأكد أنه يتعين على لبنان الترويج لمنتجاته في الأسواق الخارجية، وأن إحدى الوسائل لتحقيق ذلك هي المشاركة في معارض خارج لبنان إضافة إلى اتخاذ تدابير لحماية الإنتاج الوطني من منافسة المنتجات الأجنبية.
وكشف بطيش عن تشكيل لجنة خاصة لدراسة الوسائل المناسبة، لكنه استبعد “زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة في الوقت الحالي”.
وشدد على أن لبنان سيركز على جذب الاستثمارات إلى البلاد من خلال تحديث البنية التحتية في قطاعات الطرق والكهرباء والاتصالات.
نقلا عن صحيفة العرب