كلماتٌ قالها لنا أسعد برهوم 50 عام أحد مهجري حلب إلى أحد مخيمات بلدة حزانو في إدلب الشمالي.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
نزح برهوم من حلب قبل 4 أعوامٍ إلى الريف الغربي للمحافظة ثم انتقل إلى زردنا ومنها إلى حزانو.
ورفض الجلوس في الخيمة منتظراً سلةً إغاثيةً من أحد، وقرر العمل ليكفي نفسه وعائلته، فقام بشراء سيارةٍ حولها إلى دكانٍ متنقّلٍ، قال لنا وهو يبيع الأطفال بعض قطع الحلوى:
” لا أرضى ان أجلس وأطلب المعونة من أحد، عندما نزحت من حلب لم أكن أمتلك أي شيءٍ سوى ثمن هذه السيارة المتواضعة، جئت إلى هنا واستدنت بعض المال لأشتري المواد التي سأبيعها في دكاني الصغير”
لدى برهوم 14 من الأبناء بينهم المتزوجون وبينهم من مايزال طفلا يحتاج رعايةً، لذا فهو بحاجةٍ للعمل ولا يستطيع أن يجلس في الخيمة مكتوف الأيدي، يتابع برهوم قائلاً
“لم أجد أفضل من فكرة العمل (سمان) في هذه السيارة الصغيرة لأن المخيم الذي أقيم فيه لا يحتوي على دكان، والآن أنا أعمل والوضع جيد ، ويتحسن بشكل دائم”
وعندما سألناه عن سبب اختياره للسيارة لتكون دكان قال:
“بكل اختصارٍ لأني لا أستطيع أن أستاجر دكاناً ثابتاً فالأسعار هنا بالدولار وأجر أقل دكانٍ هو 100 دولار شهرياً وأنا لا أربح طوال الشهر هذا المبلغ لأستأجر به دكان فهذه السيارة هي دكاني إضافةً إلى أنها وسيلتي في شراء البضاعة واحتياجات المنزل، كما أنني أحسب لو أننا اضطررنا إلى النزوح مرةً أخرى فبذلك أضمن أن مصدر رزقي ينزح معي”.
في النهاية رسالة برهوم كما يقول هي أن على كل إنسانٍ أن يتمتع بالصبر على ظروفه الصعبة، ويجب عليه ألا يركن إلى اليأس بل أن يعمل ولا ينتظر مساعدة أحدٍ أن يعين نفسه بنفسه متوكلاً على الله.
ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عينٌ على الواقع