حين عجزوا عن الصمود أمام عيون صغارهم، ساروا في طريق القهر نحو مصيرٍ مجهول.. أملاً بالحياة.
حاملين بعض الأمتعة، فيها القليل من الثياب، والكثير من الذكريات، حتى أصابتهم قذيفة الغدر، فأردتهم بين شهيدٍ وجريح.
في يوم 2016/11/30 استهدف النظام المجرم، في حي القبة في حلب المحاصرة، مجموعةً من المدنيين الفارّين من مجازر القصف، وجوع الحصار، نحو مناطق سيطرة النظام، أملاً باستقبالهم، ومنحهم فرصةً للحياة، فاستقبلهم بقذائف المدفعية، ليرتكب مجزرةً تُضاف لقائمة مئات المجازر في مدينة حلب.
راح ضحيّة المجزرة 45 شهيداً، جلّهم من الأطفال والنساء، وعشرات الجرحى.
يوم الفقد الحزين
يجلس “يوسف” (اسم مستعار) منهاراً بجانب جثتي أمه وأخته الصغيرة، يبكي ويصرخ “يا يوم يا يوم”
في حين.. يقف الأب مذعوراً مقهوراً، بين أشلاء زوجته وطفلته يصف تلك الحادثة الشنيعة
“كنا نسير حاملين حقائبنا التي تحوي كل ما نملك، حتى وقعت أحد الحقائب من زوجتي فتوقفت لتحملها ومعها ابنتاي الصغيرتان، حيث سبقتها مع الأولاد للأمام، فوقعت القذيفة عليهن، استشهدت زوجتي وابنتي ذات 11 عام وابنتي الأصغر نقلت للمشفى”.
“لم يكن الخروج خيارنا، هاجرنا هرباً من القصف والجوع، وهاجرت أملاً بإنقاذ أطفالي ”
يكمل الأب المسكين محاولاً مواساة نفسه بقوله “هذا قدر الله ما بوسعي القول أكثر من ذلك”
هذا كان حال أغلب “إن لم نقل كل” العائلات التي عاشت أيام الحصار الأخيرة في حلب، لم يخلُ بيتٌ من الألم.. إما بفقد شهيدٍ، أو بسقوط جرحى، أو بخراب بيوتٍ واحتراق ممتلكات، حتى كانت النهاية الأقسى من كل ذلك.. وهي سقوط مدينة حلب.
سدرة المنتهى