فلسطينيو سوريا، هجّروا من فلسطين منذ عام ١٩٤٨ بعد النكبة، وتجمعوا في مخيمات عشوائية تحيط بالمدن الكبرى، وبعد اندلاع الثورة، عاشوا تفاصيلها مع السوريين.
يوسف أبو الحارث شابٌ ثلاثيني، ذو قامةٍ طويلة، ووجهٍ خشن، من لاجئي فلسطين، من مخيّم خان الشيح، في ريف دمشق، كان يعمل مدرباً لكمال الأجسام في المخيم.
تهجر مع السوريين من المخيم بواسطة “الباصات الخضراء “عام ٢٠١٦ واستقر به المطاف في مخيمات أطمة، في شمال إدلب.
قصفت قوات النظام السوري منزله في ربيع 2015، أدى القصف إلى قطع يده من الساعد ، وبسبب ضعف إمكانيات الرعاية الصحية في تلك الفترة، ساءت حالة يده بشكلٍ خطيرٍ، ما دفع الأطباء لقطع جزءٍ آخر من يده لإيقاف “الغرغرينا”.
يقول أبو الحارث:
” لم يهتم بوضعي أي أحد ، الجميع يرفض المساعدة، أنا أعيش التهجير للمرة الثانية، ووالدي يعيشه للمرة الثالثة، فقد تهجر من فلسطين إلى الجولان، ثم إلى دمشق، ثم من دمشق الى إدلب ، وكأن قدرنا أن نعيش فقط بالخيام ”
بعد أن انتقل أبو الحارث إلى الشمال السوري في رحلة التهجير لم يجد عملاً يكفي به أسرته التي تبلغ عشرة أفراد، وهو الآن يعيش أوضاع إنسانية قاسية في أحد مخيمات أطمة في الشمال السوري، يحكي لنا أبو الحارث عن هواجسه وأمنياته، فيقول والغصة تخنقه:
” لا أتمنى أن يكبر أطفالي في هذا المخيم، الحياة بين جدران الخيمة أمر قاسي ، ففي هذا المكان لا تشعر إلا بالنقص، تدرك هنا معنى البرد والحر والقهر ”
عندما سألنا زوجة أبو الحارث عنه، قالت
” الحمدلله على كل حال ، زوجي رجل محتسب، صحته في تحسنٍ وسيعود للعمل عندما يتنهي من العلاج، كل أمنياتنا أن نتخلص من العيش في الخيم ، دائما ننتقل من خيمةٍ الى أخرى ”
لا يوجد إحصائيات مؤكدة حول عدد الفلسطينين في مخيمات الشمال، ولكن الغالب منهم يعيش في مخيمات أطمة ودير بلوط ، وتبقى قصة أبو الحارث واحدة من عشرات القصص التي تظهر وحدة المعاناة بين القضية الفلسطينية والسورية، ولسان حال كل فلسطيني في الشمال المحرر يقول انا لاجئ وأعيد …..!!؟
ل ضياء عسود