هذا الجهل متى سينتهي أم سيبقى المجتمع يظلم الأنثى ويحرمها حقوقها وهي التعليم
مرددين الجملة الشهيرة:
(نهاية البنت لزوجها وأولادها)
(شو رح تنفعك الشهادة بدك تعلقيها بل مطبخ)
كلام محبط وجارح جدا.
رانيا (اسم مستعار) أبلغ من العمر الآن 20 عاما وكنت أعيش بين أسرة غنية وكنت أحب دراستي كثيرا، ولكن عادات وتقاليد هذه العائلة حرمتني من أبسط حقوقي وأحلامي.
كانوا دائماً يرغبون التعليم الإخواني الفتيان أما عن التعليم للفتيات فلا داعي له.
بدأت مشاكلتي عندما انهيت السادس ومقبلة على سنة دراسية جديدة لاتفاجئ بأبي عدنان (اسم مستعار) يقول : لايوجد لدينا دراسة للبنات عليكِ بجلوس في المنزل وتعلم الأعمال المنزلية، وهنا كانت بداية معاناتي كأنثى مع الحياة عندما سمعت كلام والدي.
ذهبت إلى غرفتي باكية أعانق كتبي التي لن ألمسها ثانيةً وأحسست وكأن حلمي تلاشى
بات الحزن مسيطر عليّ وليس بيدي حيلة وحزني يملئ قلبي ،
وتزيد حرقت قلبي عندما أرى والدي يجلب الكتب لإخواني ويسعى لهم ليكبروا ويتعلموا، والحزن الأكبر أن أخواني لم يكن لهم رغبة في العلم والدراسة
أخذين الحياة لهواً ولعب ،
كنت أبكي كل ليلة وأحاول معهم كي أعود للمدرسة، وبعد مرور سنتين اقنعت والدي في تقديم التاسع حر.
قائلتاً له: لما تريد من إخواني الدراسة وهم غيروا راغبون وتجلب لهم الكتب وتسعى لهم
وبلا جدوة معهم، وأنا التي لدي أحلامي وأحب العلم لا تريدونني أن أكمل دراستي.
رد قائلا: الدراسة فالمنزل لايوجد معاهد أو مدارس وخروج من المنزل.
سلمت أمري لله ودرست في المنزل على قدر استطاعتي وقدمت الامتحان ونجحت بعون الله، ولكن فرحتي لم تكتمل لأن والدي عدنان أسر في حلب من غير ذنب أو تهم واختفى في سجون النظام .
ومضيت مكملةً مسيرة الحياة وبعد سنة من فقدان والدي تقدم لخطبتي شاب ماهر (اسم مستعار)ولأن العائلتي لم يكن لهم رغبة بأكمال تعليمي استسلمت لظروف الحياة.
تزوجت رانيا من ماهر وهي في عمر 15عاما، متأملة أن يكون سندي في طريق العلم، فصدمة برده لي قائلا: أنا لم أتزوج لتكملي دراستك عندي.
أنا أريد امرأة لي ولبيتي وأولادي.
نظرة إليه وكأن جبال العالم كلها صفت أمام عيني سئمت المحاولة وأنجبت منه طفلين ولكن مازال حلمي يرافقني ولم يمت وكنت أصبر نفسي على الحياة قائلتاً لها: سأحاول سأحقق حلمي لأن الله معي الله يكفيني.
(كيف منهم أن يجعلوا من هذه الروح امرأة جاهلة للعلم ولأمور دينها وهي من تربي أطفالا لتجعل منهم قدوة للمستقبل).
(آلا يرون أنهم بهذا لا يدميرون المرأة فقط بل يدميرون جيلا بأكمله).
المركز الصحفي السوري