في كل خيمة من مخيمات الشمال السوري قصة وحكاية تختلف تلك القصص بين خيمةٍ وأخرى كما يختلفون في المنشأ والبلد الذي هجروا منه لكنهم اتفقوا على قصة واحدة وهي النزوح والجلوس في المخيم نفسه.
ومع اقتراب العيد يأخذ الحنين أهالي المخيمات إلى بلداتهم وقراهم التي هجروا منها ويحملهم الشوق إلى أيام وأجواء العيد حيث كانوا يعيشون لحظات لا تتكرر من السعادة والألفة واجتماع الأهل والأصحاب.
يستقبل النازحون العيد كل منهم على حسب ظروفه واستطاعته وحتى حالته النفسية يقول “أبو عدنان” المهجر من ريف حماة الشمالي بقهرٍ وألم “حرمنا من الفرح حتى في العيد الواجب لنا الفرح فيه فبدلاً من الاحتفال يأخذنا الحنين بغصة الشوق إلى بلادنا والحنين إلى ذوينا”
يكمل أبو عدنان “لا شيء أصعب علينا من التهجير القسري عن بلداننا فهناك أجواء اعتدنا عليها أما هنا فلا شيء يطاق أشعر أنني في سجن” وفي الحديث عن استقبال عيد الفطر أضاف أبو عدنان “لاستقبال عيد هذه السنة لم نجهز مثل كل عام حلويات وكعك العيد حتى ألبسة الأطفال اختصرناها كثيراً لغلاء ثمنها”
في الجانب الآخر قررت “أم محمد” المهجرة من مدينة حلب أن تصنع السعادة لعائلتها في العيد وأن لا تحرمهم هذه السنة من أي شيء تقول “ليست الحرب من ستقف في وجهنا..سأحاول خلق أجواء العيد لعائلتي ولو بأشياء بسيطة”
“جهزت كعك العيد والمعمول والبرازق لكن بكميات خفيفة وأقل من كل عام نظراً لغلاء المواد الأولية كالسمنة والطحين والسكر والغاز لكن تلك الأشياء ربما تعيد لنا أجواء العيد في منزلنا كما اشتريت ألبسة العيد لأطفالي الثلاثة وكانوا سعيدين جداً بها”
أما جارة أم محمد الإدلبية لم ترتب نفس التجهيزات تقول “اكتفيت في صنع كمية قليلة من الكعك ومعمول العيد وذلك بعدما تشاركت مع جارتي أم محمد في الفرن والتجهيزات وعملنا عليه معاً نظراً لغلاء الأسعار ”
وإجمالاً كرس أهالي المخيمات سهرتهم الرمضانية أمس في إحياء ليلة القدر بالابتهال إلى الله والدعوات بأن يكون هذا العيد آخر عيد لهم في خيامهم وأن يرجعوا إلى منازلهم آمنين مطمئنين ليكملوا حياتهم بشكل طبيعي ويستشعروا العيد الحقيقي داخل منازلهم وفي مساجد قراهم.
إبراهيم الخطيب-قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع