محاولة إعلامية جديدة يقوم بها النظام السوري لإقناع أهالي الغوطة الشرقية بالخروج من غوطتهم والقيام بمصالحاتِ وتسويات مع قوات النظام، فبعد خروج عدة دفعات من سكان الغوطة الشرقية عبر لجان المصالحة المؤلفة من أشخاص هم من سكان الغوطة الشرقية عن طريق حواجز النظام، بالفعل وبعد حوالي الشهر من خروجهم بث التلفزيون السوري وقناة روسيا اليوم المؤيدة لقوات النظام من أحد مراكز الإيواء صوراً للعائلات التي خرجت حديثاً، وبث التلفزيون عينة مقابلات أجراها مع عدد ممن قال انهم عادوا لحضن الوطن الذي يفتح صدره للجميع. جميع الصور تظهر الأهالي، كباراً وصغاراً وشباناً جميعهم يجلسون سوية في مكانِ هو أشبه بالمعتقل الجماعي وحتى أن التلفزيون ذاته لم يفوت أن يذكر أن عدداً ممن خرجوا هم شبانٌ متخلفون عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية وأنهم ملوا من حياة الظلم والقهر الذي كانوا يعانون منه لأشهر طويلة خصوصاً في سجون كتائب الثوار. لم تتوقف هذا الحملة الإعلامية عند هذا الحد بل لجأت قوات النظام إلى شبكة الانترنت وبدأت تبث في نفس التوقيت صوراً لأطفال يلعبون بالمراجيح وأهاليهم من حولهم والسعادة تغمرهم وقالت أنهم ينعمون بالحياة وبالدفء وبالطمأنينة في مكانِ يتوفر فيه كل وسائل الحياة، ولعل التلفزيون السوري لم ينتبه أن جميع من أجرى معهم المقابلات يتكلمون بنفس الطريقة وهي الهروب من ظلم المسلحين ومن جورهم ويصفون كتائب الجيش الحر بالظالمين وبأنهم يقتلون الناس ويعتقلونهم في السجون تحت الأرض. ولكن الحقيقة لم تكن كذلك فجميع من خرجوا هم محتجزون في أحد المدارس في بلدة قدسيا، ممنوعون من مغادرة مكان احتجازهم وممنوعون من الزيارة. تفيد التسريبات من داخل تلك المراكز أن الشبان هناك سيتم تدريبهم على حمل السلاح وإخضاعهم لدروس توجيهية لإقناعهم بأن الدولة تحارب الإرهاب ومن ثم سيسحبون للاحتياطي لمساندة جيش النظام وأما من سيرفض الأوامر فسيكون محط ابتزاز فأطفاله وأولاده لا زالوا في مركز الإيواء وبالفعل في الواحد من شهر كانون الثاني تم سحب جزء من هؤلاء الشبان إلى معسكر بالقرب من حفير في ريف دمشق ليخضعوا لدورة عسكرية مدتها خمسة عشر يوماً وبعدها سيتم إلحاقهم بجيش الوفاء الذي يعمل النظام على تشكيله من أبناء الغوطة الشرقية. هل هو هروبٌ من قصف القاتل إلى بيته؟ وهل هي محاولة مكشوفة لإظهار المناطق التي يسيطر عليها النظام على أنها دولة القانون التي يسود فيها العدل بين جميع الأفراد؟ وهل هرب أهالي الغوطة الشرقية من سجن الحصار إلى سجن مراكز الإيواء أم إنها محاولات لتسويق الهدن والتسويات؟
المصدر: أورينت نت