على بعد شهر من قدوم أول أيام الصوم في رمضان، يقف معظم أهالي ريف إدلب الجنوبي حائرين أمام رمضان الأول ومنازلهم وديارهم مغتصبة.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
لم يعتد معظم الأهالي قضاء شهر رمضان إلا على سفرة الإفطار التي تجمع شمل العائلة، وتبعث الحب والطمأنينة في نفوسهم، وسط أشهى الأطباق وألذّها التي اعتادوا رؤيتها على تلك الموائد.
من أهم عادات محافظة إدلب، بعض المأكولات كالكبة النيئة وشوربة العدس والتي تحضر في كل الموائد، وتوزيع الأطعمة على الجيران قبيل أذان المغرب، فتمتلئ المائدة بالعديد من الأصناف من طبخات البيت والجيران.
“أم محمد” نازحة من ريف إدلب الجنوبي أبعدها عن قريتها القصف والتهجير واحتلال قوات النظام لتلك المنطقة، تقول إن لرمضان في منزلها نكهة أخرى، فهي تفتقد اجتماع أولادها على مائدة الإفطار وصلاة التراويح في مصلى النساء وحتى صوت آذان المغرب من المؤذن المعتاد.
“اليوم بقي شهر على قدوم رمضان، تبدأ أشواق الحنين والغصة بالهيجان، فلا شيء أجمل من لحظات رمضان في القرية، واجتماع الأحبة في انتظار أذان المغرب، والمأكولات التي طالما صنعناها بكل الحب”
أمنيات أم محمد بالعودة تحكيها ألسن الجميع، فالعودة ولو كانت على أنقاض منازلهم المدمرة ستكون طمأنينة بالنسبة لها، فالمخيم لم يعد يحتمل ضجيج قلوبهم وزفراتهم.
شهر رمضان سيستقبله معظم أهالي محافظة إدلب والنازحين إليها بغربة وحنين، وشوق لم يحس به أي نازح من قبل، فلذلك الشهر مكانة خاصة ومحبة كبيرة في قلوبهم، سائلين خلاله الفرج والعودة القريبة دون حكم الأسد ووجود نظامه في سوريا.
تروي أم محمد قليلاً من بعض ما كانت تصنعه في رمضان سابقاً، “كنت أجهز شراب العرقسوس يومياً على يدي، وأسقي جذوره من مياه بلدتي العذبة، ليخرج شراباً كالزلال، وأصنع خبز المعروك، وأقطف ثمار الأرض لتزين سفرتي اليومية”
واليوم مع وجود ملايين النازحين، والضائقة الاقتصادية التي خلفتها الحرب عند المدنيين، فضلا عن ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش، سيواجه المدنيون في إدلب صعوبات كبيرة ستحرمهم من ممارسة الطقوس المعهودة والاستمتاع بشهر رمضان الكريم.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
ريم مصطفى