الرصد السياسي اليوم السبت (5 / 12 / 2015)
قالت مصادر مقربة من المعارضة إن الجهات السعودية التي تولت تقديم دعوات الحضور لأكثر من 80 معارضا حرصت على تأكيد ضرورة المرونة في التعاطي مع مصير الأسد مراعاة للتطورات التي يشهدها الملف السوري خاصة بعد التدخل العسكري الروسي، والاتجاه الدولي الذي يعطي أولوية للحرب على الإرهاب.
ورغم أن مسؤولين سعوديين طالما شددوا على ضرورة رحيل الأسد، إلا أن مراقبين لا يستبعدون أن تدفع الرياض قادة المعارضة الذين ستستضيفهم إلى عدم الرفع من سقف مطالبهم بخصوص التنحي الفوري للأسد، وأن ذلك لم يعد متاحا الآن خاصة بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي.
وتراجعت فرنسا عن مطلبها طيلة الأربع سنوات الماضية بتنحي الأسد، وأصبحت تحث على إشراك قواته جنباً إلى جنب مع قوات معارضيه في الحرب على تنظيم الدولة.
وتخلت دول غربية أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا عن المحاذير التي كانت ترفعها في وجه الأسد، ولم تعد تفكر سوى في حشد العالم كله للحرب على التنظيم المتشدد ومنع وصول المقاتلين إليها.
واعترضت رغبة المعارضة في الدعوة إلى تنحي الأسد عقبة أساسية، وهي أن روسيا أصبحت اللاعب الذي بحوزته أهم أوراق الحل عسكريا وسياسيا، وأن تصريحات الولايات المتحدة التي تتحدث عن ضرورة رحيل الأسد لا تعدو أن تكون مجرد موقف لتسجيل الحضور ورفع الملام.
ويلتقي عشرات الممثلين عن المعارضة السورية في العاصمة السعودية في الثامن والتاسع من الشهر الحالي في مؤتمر يهدف إلى الاتفاق على رؤية مشتركة يحملونها إلى مفاوضات نيويورك.
وكشف منذر اقبيق عضو الائتلاف السوري المعارض في تصريح لـ”العرب” عن أن المؤتمر سوف “ينتج وثيقة سياسية تؤكد على اتفاق الجميع على القطع الكامل مع حقبة الاستبداد وتحدد أسس الانتقال السياسي في سوريا”.
وأضاف أنه من المحتمل أن ينتخب المؤتمر هيئة تنفيذية تتولى الاضطلاع بمهام التفاوض مع النظام لتنفيذ بيان جنيف.
واعتبر عضو الائتلاف المعارض أن موافقة روسيا على مخرجات المؤتمر وتعاونها في إجراءات وقف إطلاق النار والانتقال السياسي هي أمور هامة جدا وأساسية لوضع البلاد على طريق الحل.
وقال مراقبون إن المعارضة السورية، بمختلف مجموعاتها، لم يعد أمامها من خيار سوى التفاعل الإيجابي مع الأفكار التي تبناها المجتمعون في فيينا بعد أقل من 24 ساعة من اعتداءات باريس.
وزير الخارجية الفرنسي: لم أعد متمسكا برحيل الأسد قبل انتقال سياسي في سوريا
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فى مقابلة نشرت السبت أنه لم يعد متمسكا برحيل الرئيس بشار الاسد قبل انتقال سياسي فى سوريا. وقال الوزير الفرنسي لصحيفة “لوبروجريه دو ليون” ان الوصول الى “سوريا موحدة يتطلب انتقالا سياسيا، هذا لا يعنى ان الاسد يجب ان يرحل قبل الانتقال لكن يجب ان تكون هناك ضمانات للمستقبل”.
كيري يلمح الى تعاون بين الحكومة السورية والمعارضة ضد تنظيم الدولة دون رحيل الاسد
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، امس الجمعة، ان الحكومة السورية والمعارضة قد يتعاونان في مواجهة تنظيم الدولة من دون رحيل الرئيس بشار الاسد، بعد ايام من تصريحات ادلى بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تتحدث عن امكانية تعاون القوات النظامية والمعارضة ضد الدولة، إلا انه اشترط رحيل الاسد.
وأضاف كيري ، في تصريحات صحافية “سيكون من الصعب للغاية ضمان حدوث هذا التعاون دون مؤشر ما على وجود حل في الأفق فيما يتعلق بمصير الأسد”.
وياتي ذلك بعدما اشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أواخر الشهر الماضي، الى إمكانية الاستعانة بالقوات النظامية إلى جانب الأكراد والجيش الحر في قتال “تنظم الدولة ثم تراجع عن هذه التصريحات، موضحا ان مشاركة النظام يمكن أن يحدث فقط في إطار انتقال سياسي جاد في سوريا.
وأكد كيري ضرورة “التوصل إلى وقف سريع لوقف النار في سوريا”، مشددا على ان رحيل الاسد “بات لزاما” بعد تهجيره شعبه.
وكانت فيينا قد استضافت مؤخرا أولى جولتي محادثات بشأن سوريا، بمشاركة العديد من الدول بينها ايران وروسيا واميركا والسعودية، دون حضور أي طرف سوري سواء من المعارضة او النظام، واتفق المشاركون في اجتماع تشرين الثاني بشأن سوريا في فيينا على عملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا خلال عامين، واجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول مطلع العام المقبل. دون التوصل لاتفاق حول مصير الاسد.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.