قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف الاثنين، إن الحرب الأهلية في سوريا أصبحت في “نواح عدة خارجة عن السيطرة”، محملا النظام والمعارضة السورية معا مسؤولية تدهور الوضع الميداني.
وتعهد كيري، عقب لقاء جمعه بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة المترنحة “في الساعات المقبلة”.
وكانت روسيا والولايات المتحدة قد اتفقتا في فبراير على هدنة تمهد لمفاوضات جدية بين النظام والمعارضة إلا أنها سرعان ما تعثرت خاصة بعد التصعيد الأخير في حلب.
وقال وزير الخارجية الأميركي إنه يأمل أن يتضح الموقف بخصوص الهدنة بشكل أكبر خلال يوم أو نحو ذلك، مشيرا إلى أنه اتفق مع روسيا على تعزيز مراقبة وقف إطلاق النار بمجرد استئنافه.
وكان كيري قد التقى في وقت سابق بوزير الخارجية الأردني ناصر جودة وأيضا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جنيف، التي تحتضن العملية السياسية السورية.
وبدا كيري متشائما حيال الوضع في سوريا، حيث لفت إلى أنه لا يريد إعطاء وعود بالنجاح في هذا الملف المتشابك إقليميا ودوليا.
وشكر دي ميستورا على دعم العملية السياسية في خضم “نزاع أصبح في نواح عدة خارج نطاق السيطرة ويقلق الجميع”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية-أميركية في فبراير لا يزال متماسكا في أجزاء من البلاد، مستثنيا حلب التي تعيش وضعا مأساويا جراء التصعيد القائم والذي خلف عشرات القتلى.
واعتبر كيري أن “الطرفين المعارضة والنظام يساهمان في هذه الفوضى (بحلب) وسنعمل في الساعات المقبلة بشكل مكثف في محاولة لإعادة فرض وقف الأعمال القتالية”.
وقال “لذا، فإن روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد أكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميا، سبعة أيام في الاسبوع” لمراقبة الهدنة بشكل أفضل.
وتطرح مساواة كيري بين النظام والمعارضة في تحمل مسؤولية التدهور الحاصل، تساؤلات كثيرة، خاصة وأن هذه المساواة غير دقيقة شكلا ومضمونا، فالمعارضة السورية لا تمتلك ثلث القوة التدميرية التي بحوزة النظام.
وليس من المنطقي أن تبقى المعارضة ساكنة فيما النظام يغير بطائراته على المناطق المأهولة التي تسيطر عليها.
ويعكس موقف كيري المستجد مدى التصاق الجانب الأميركي بالموقف الروسي والسير في ركابه، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على موقع المعارضة في المحادثات المقبلة إن استؤنفت. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة، قد انسحبت من الجولة الثانية للمحادثات، في رد على انتهاك النظام المتواصل للهدنة، ورفضه التعامل بجدية مع طرح الانتقال السياسي.
العرب