الرصد السياسي ليوم الاثنين (2/ 5 / 2016)
أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الاثنين، أن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة في التحالف “تقترب من نقطة تفاهم” بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا، بما في ذلك حول مدينة حلب.
وقال كيري في بداية اجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير في جنيف: “نقترب من نقطة تفاهم، لكن لا يزال أمامنا بعض العمل، وهذا سبب وجودنا هنا.”
وبعد انتهاء الاجتماع، أكد الجبير أن الجهود ستبذل لضمان انتقال سياسي في سوريا دون بشار الأسد، وأن الهدنة يجب أن تشمل كل المناطق في سوريا، بما فيها حلب.
وكان الجبير ندد في تصريح سابق بالتصعيد في القتال بوصفه انتهاكا لكل القوانين الإنسانية، وألقى باللوم في الضربات الجوية في حلب على القوات الحكومية. ودعا رئيس النظام السوري بشار الأسد للتنحي. وقال إن “بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية، وعبر عن أمله في أن يفعل ذلك، وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة”.
كيري: الوضع أضحى خارج السيطرة
وكان كيري التقى أيضاً دي ميستورا في جنيف، وأكد أن ما أسماه “الحرب الأهلية في سوريا” أصبحت في “نواحٍ عدة خارج السيطرة”، متعهدا ببذل الجهود لإنقاذ الهدنة المترنحة “في الساعات المقبلة”. وأضاف كيري أنه سيتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق، الاثنين، للمطالبة بإعادة فرض وقف إطلاق النار.
لكن كيري، وفي أكثر تعليقاته المتشائمة على الجهود الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ خمسة أعوام، حذر من أنه لا يريد إعطاء وعد بالنجاح. وشكر دي ميستورا على دعم العملية السياسية في خضم “نزاع أصبح في نواحٍ عدة خارج نطاق السيطرة ويقلق الجميع في العالم، كما آمل”.
وأكد أن وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية – أميركية في فبراير لا يزال متماسكا في أجزاء من البلاد، لكنه أشار إلى الوضع في حلب، منتقداً استهداف النظام للمستشفيات.
وقال إن نظام الأسد استهدف عمدا ثلاث عيادات ومستشفى، ما أسفر عن مقتل أطباء ومرضى وتهديد للهدنة.
وأضاف أن “الهجوم على هذا المستشفى يفوق حدود المعقول، ويجب أن يتوقف”.
لقاء الجبير ودي ميستورا
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية السعودي المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وقال الجبير بعد اللقاء، إن مصير الهدنة معلق حتى عودة دي ميستورا من موسكو، حيث يفترض أن يلتقي الثلاثاء وزير الخارجية الروسي.
وشدد الجبير على وجوب الضغط على نظام الأسد من قبل المجتمع الدولي للبدء بالعملية السياسية. وأكد في مؤتمر صحافي أن الوضع في سوريا خطير جداً، قائلاً: “الخيار واضح.. إما الهدنة أو الاستمرار بالقتل والدمار، وننتظر مشاورات دي ميستورا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً الثلاثاء في موسكو”.
كما أكد الجبير أن وفد النظام لم يكن جاداً أبداً في المحادثات، مكرراً مسألة رحيل الأسد، قائلاً: “الموضوع واضح وبسيط لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”.
وزير الخارجية التركي يبحث مع نظيره الأمريكي مستجدات الأوضاع في حلب
بحث وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” مساء أمس الأحد، مع نظيره الأمريكي “جون كيري” آخر المستجدات الميدانية الحاصلة في محافظة حلب، والهجوم العنيف الذي تشنها قوات النظام والطائرات الروسية على المدينة.
وبحسب مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، فإنّ محور المحادثة تركز حول مسألة استهداف المدنيين والمنشأة الصحية في حلب، إضافة إلى التطورات السياسية المتعلقة بالأزمة السورية.
علما أن مدينة حلب لازالت تشهد عمليات قصف أسفرت عن سقوط 350 شهيدا بينهم 50 طفلا خلال تسعة أيام من القصف الجوي السوري والروسي على أحياء مدينة حلب بما فيها المراكز الطبية و الإغاثية .
دي ميستورا يحث أمريكا وروسيا على السعي لإبرام هدنة في عموم سوريا
طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الولايات المتحدة وروسيا بمحاولة إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية وإحيائه بعد احتدام القتال في كثير من المناطق.
وأصدر دي ميستورا بيانا يوم الاثنين بعد اجتماع مع وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير في جنيف وقبل السفر إلى موسكو لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء.
وقال دي ميستورا “لا يمكن إحراز أي تقدم في العملية السياسية ما لم نشهد منافع ملموسة على الأرض للشعب السوري.”
الهيئة العليا للمفاوضات تتهم واشنطن وموسكو بدعم النظام
حمّلت “الهيئة العليا للمفاوضات” المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه انهيار الهدنة وفشل الحل السياسي، ووجهت عتبها الأكبر على جامعة الدول العربية، حيث ترى أنها “غائبة عن المشهد السوري وصياغة محدداته”.
كما قالت في بيان لها معلن لها إن هناك تآمرا روسيا ¬أميركيا يساند النظام ويمّكن ميليشياته الإيرانية والمرتزقة التي تصّدرها لسوريا من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران مجّهزة بأحدث التدريبات والأسلحة الفتاكة، لضرب الشعب السوري، مع سبق الإصرار في استمراره باتباع سياسة التطهير والتجويع والحصار.
ومن جهة ثانية، قال أسعد عوض الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف، أمس: “على المجتمع الدولي تحّمل مسؤولية انهيار الهدنة وفشل المفاوضات وتعثر الحل السياسي. وفي هذا المقام لن نستثني أحدا من مسؤولية ما يجري حاليا على أرض الواقع في سوريا، بما في ذلك الجامعة العربية، لأنها هي أول من يتصدى للمسألة السورية، وأولى بتزويدنا بالعتاد والسلاح والوقوف بصلابة أمام التآمر الروسي – الأميركي – الإيراني، حتى نستمد دفعة قوية ضد هذا التآمر الذي يسعى لتمكين بشار وزمرته، على حطام شعبه”.
الزعبي أضاف بحسب صحيفة الشرق الأوسط أنه “في ظل هذا الواقع لا نجد مبررا للذهاب إلى جنيف أخرى، ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة وينفذ قراراته التي أصدرها وفق القرارين 2254 و2268 لإيصال المساعدات للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين”، مشيرا إلى تمسك المعارضة والقوى الثورية برحيل بشار الأسد والشروع في الانتقال السياسي بعد تكوين هيئة حكم كاملة الصلاحيات، منوها بأن استيفاء تلك المتطلبات، هو الضامن الوحيد لإنجاح أي مفاوضات أخرى.
وشددت “الهيئة العليا” في موقفها على “ضرورة وقف القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية في سوريا، ووقف عمليات التهجير القسري وتنفيذ أحكام الإعدام وذلك وفق ما نّصت عليه المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254. والعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، تتولى عملية الانتقال السياسي وتكفل رحيل بّشار الأسد وزمرته من الحكم وضمان محاسبتهم وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب”.
الجبير: الأسد وحلفاؤه لن يفلتوا من مسؤولية مأساة حلب
حمَل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الاثنين، الأسد المسؤولية عما يحدث في مدينة حلب السورية، مؤكداً أنه وحلفائه لن يفلتوا بفعلتهم. وقال الجبير، عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري في جنيف، إن ما يجري في حلب يعد انتهاكاّ للقوانين الإنسانية ولقرار مجلس الأمن رقم 2254 ولاتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأوضح كيري، أنه قد اقترب من التوصل إلى تفاهم بشأن إعادة تفعيل وقف الأعمال العدائية معبراّ عن أمله في إحراز تقدم في جنيف، خلال اليومين المقبلين بشأن تجديد اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، واستئناف مباحثات السلام.
قال كيري إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، ودعا الوزير الأميركي حكومة دمشق إلى الاستماع للنصائح الروسية من أجل حل الأزمة في البلاد.
علما أن الهدنة المؤقتة التي طبقت في الغوطة و ريف اللاذقية لم تشمل مدينة حلب والتي تتعرض للهجوم الأعنف, مؤكدا وزير الخارجية الروسي عن مباحثات لإدراج حلب في الهدنة.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.