عُقدت اليوم قمة عن بُعد لقادة الدول الأوروبية، للاتفاق على خطة أولية للإنقاذ الاقتصادي للتكتل في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، بينما بدأت بريطانيا أولى التجارب السريرية لإنتاج لقاح مضاد للفيروس، فيما يصوت مجلس النواب الأميركي اليوم على مساعدات إضافية للاقتصاد والمستشفيات في مواجهة أزمة كورونا.
وشارك في القمة الأوروبية رؤساء المؤسسات الأوروبية الثلاث -وهي: المجلس والمفوضية والبرلمان- بالإضافة إلى مفوّض العلاقات الخارجية ورئيسة البنك المركزي الأوروبي ورئيس مجموعة اليورو.
وبحثت القمة صيغة خطة إنقاذ اقتصادي بقيمة 540 مليار يورو، للتعامل مع الركود الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا، من خلال الحفاظ على الوظائف ودعم الشركات.
ويحظى إقرار خطة الإنقاذ بأولوية لدى المجتمعين، رغم وجود خلافات بين الأعضاء بشأن كيفية تمويل هذه الخطة، والاقتراحات المتعلقة بسداد الديون المترتبة عليها.
وأفاد مراسل الجزيرة في بروكسل عبد الله الشامي، بأن من المتوقع أن يتوصل قادة أوروبا لاتفاق أولي بشأن خطة الإنقاذ، مضيفا أن من المنتظر أن يتم لاحقا رفع قيمة الخطة إلى تريليوني يورو في الاتفاق النهائي.
وكانت بعض الدول -ومنها إيطاليا وألمانيا- قد استبقت الاجتماع بتصريحات عن المرونة الممكنة لتعديل مواقفها، بالإضافة إلى طرح جميع الخيارات على طاولة النقاش.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن جميع الجهود على المستوى القومي يمكن أن تكون ناجحة، إذا تعاون الأوروبيون مع بعضهم بعضا.
وأعربت ميركل عن استعداد بلادها لتقديم مساهمات أكبر في ميزانية الاتحاد الأوروبي، إلا أنها جددت رفضها فكرة الاستدانة الأوروبية المشتركة، أو ما يسمى “سندات كورونا”، لمواجهة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن أزمة الجائحة.
تجارب ببريطانيا
وفي التطورات الأوروبية أيضا، تبدأ جامعة أوكسفورد البريطانية اليوم أولى التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا، وسيتم إخضاع 500 متطوع لتجارب على مدى ثلاثة أسابيع ضمن مرحلة أولى.
يتزامن ذلك مع بدء دراسة واسعة النطاق في بريطانيا لمعرفة نسبة السكان الذين أصيبوا بفيروس كورونا، والذين اكتسبوا مناعة بعد التعافي منه.
وسيدعو العلماء في المرحلة الأولى من الدراسة 25 ألف شخص لإجراء الفحوص، على أن تتسع لاحقا لتشمل 300 ألف شخص خلال 12 شهرا، وستشكل نتائج هذه الدراسة أساسا لإستراتيجية الخروج من حال الإغلاق العام وإجراءات التباعد الاجتماعي.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة البريطانية تسجيل 616 وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 18,738.
وفي أميركا، يصوّت أكثر من 200 عضو في مجلس النواب الخميس على مساعدة جديدة بقيمة 480 مليار دولار لدعم الاقتصاد، من ضمنها 320 مليار دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما تتضمن الحزمة دعما للمستشفيات في مواجهتها لتداعيات أزمة كورونا.
وفي مشهد استثنائي، حضر النواب وطاقم مجلس النواب افتتاح الجلسة الصباحية بالتوقيت الأميركي، وهم يضعون كمامات وقائية ويعضهم يضع قفازات.
ولاية نيويورك
من جهة أخرى، قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إن الولاية تشهد انخفاضا في عدد الإصابات بفيروس كورونا التي تستدعي دخول المستشفيات، كما تشهد ثباتا في عدد الإصابات الجديدة.
وتحدث كومو في مؤتمر صحفي عن تسجيل 438 وفاة بالفيروس في نيويورك خلال 24 ساعة.
وقد أعلن موقع جامعة جونز هوبكنز تسجيل 17,318 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في الولايات المتحدة إلى 842,624، كما أعلن الموقع أنه سجل 1710 وفيات جديدة بسبب الفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 46,785 وفاة.
وعلى الصعيد العالمي، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم 2.63 مليون حالة، بينما سجلت حتى الساعة أكثر من 183 ألف وفاة، و713 ألف حالة شفاء، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
من جانب آخر، أعلنت الصين أنها ستقدم 30 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية، بعد تعليق الولايات المتحدة مساهمتها المالية في المنظمة. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن المبلغ سيستخدم لدعم المنظمة في الوقاية من جائحة كورونا ومراقبتها، فضلا عن تعزيز الأنظمة الصحية في الدول النامية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى إصلاح جذري عقب تعاملها مع جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة -وهي أكبر مانح للمنظمة- قد لا تستأنف تمويلها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقف تمويل بلاده للمنظمة في الأسبوع الماضي، متهما إياها “بالتركيز كثيرا على الصين” والترويج “لمعلومات صينية مضللة” عن الوباء. ونفى مسؤولو المنظمة ذلك وأصروا على أنها اتسمت بالشفافية والانفتاح.
المنطقة العربية
وأعلنت كل من مصر والإمارات اليوم تخفيف بعض القيود المرتبطة بمحاربة حائجة كورونا خلال شهر رمضان الكريم، إذ قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن الحكومة ستبقي على حظر التجول الليلي خلال شهر رمضان، لكن ستقلصه ساعة واحدة.
وأضاف مدبولي في مؤتمر صحفي أن الحظر سيبدأ الساعة التاسعة -بدلا من الثامنة- مساء، وحتى السادسة صباحا. ويسمح ذلك للأسر بالتجمع في منازلها، لكن الأنشطة المجتمعية وصلاة الجماعة والتراويح ستظل محظورة خلال رمضان.
وفي الإمارات، قررت الحكومة تقليص مدة حظر التجول المفروض في أنحاء البلاد اليوم بواقع ساعتين، ليبدأ من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحا خلال رمضان. وكان الحظر الذي يهدف لكبح انتشار فيروس كورونا، يسري في السابق من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا.
وفي السعودية، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 1185 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 13,930، كما تم تسجيل سبع وفيات ليرتفع العدد إلى 121. وفي قطر، أعلنت السلطات تسجيل 623 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 7764.
نقلا عن الجزيرة