تنشغلُ عائلة بلال في ترتيب أمور زواج ولدهم البكر وترتيب كافة مستلزمات العرس وشراء ما يسمى ب “الجهاز”، وهو كل ما يخص العروسان من غرفة نوم وألبسة ومصاغ ذهبي، على أن يكون عرس ابنهم ثالث أيام العيد.
بلال بفرحة العريس المقبل على الزواج يرسل رسائل الواتساب لرفاقه ويدعوهم لحضور حفل الزفاف، ويقول “كنا قد أنهينا جميع الترتيبات، وكلمت رفاقي ودعوتهم لحضور الحفل، وفي داخلي سعادة عارمة وشوق كبير للقاء أهلي وخطيبتي وأصدقائي بعد غيابي في تركيا لثلاث سنوات، أمضيتها في العمل الشاق لتأمين مستلزمات الزواج”.
تفاجأ بلال والسوريون المقيمون في تركيا منذ أيام بقرار إلغاء إجازة العيد هذه السنة، بعدما كانوا قد شدوا الرحال وعزموا أمرهم على قضائها في سوريا للقاء الأهل والأحبة بعد غياب سنوات طويلة في تركيا، وعدم قدرتهم على السفر لأسباب عديدة لعل أبرزها عدم منحهم تلك الإجازة قبل سنتين بسبب تفشي وباء كورونا، وقبلها المعارك وحركة النزوح الكبيرة الذي شهدها الشمال السوري.
يقول بلال بنبرة صوت حزينة “لم أستطع العام الفائت الدخول إلى سوريا لقضاء إجازة العيد، بسبب عدم قدرتي على الحجز المسبق للإجازة، فالضغط كان كبيراً على رابط الحجز كون الإجازات الممنوحة أقل بكثير من أعداد الراغبين في الدخول لقضائها في سوريا، ورغم أنني حاولت دفع مبلغ مادي لأحد السماسرة لم يتم الأمر، وقبل ذلك بعام كان المعبر مغلقاً بسبب مرض كورونا”.
“هذه السنة وقبل قدوم شهر رمضان بأيام تواصلت مع أهلي للبدء بتجهيزات العرس والبيت، بعدما كنت قد وضعت تعب السنين في بناء غرفتين مستقلتين في “قاح” الحدودية شمال محافظة إدلب، من ثم كسوة هذا المنزل وتكاليف الخطبة والعرس التي وضعتها من تعب سنيني، وبالتأكيد لن يذهب ذلك الجهد سدى لكن القرارات التركية حالت دون إكمال فرحة عمري”.
حجز بلال دورهُ في إجازة العيد قبل أن تصدر القرارات الأخيرة في توقف المعابر عن استقبال الراغبين بقضاء الإجازة في سوريا، وعلى هذا الأساس نزل إلى معبر باب السلامة الذي رفض استقباله وإدخاله إلى الأراضي السورية، بل تعرض للكثير من المشاكل هناك، منها مخالفات مادية.
يتابع بلال حديثه “حجزت دوراً في معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وأنا أعيش في اسطنبول لذلك اضطررت للسفر قبل يوم من موعد الإجازة، وكما هو معلوم فإن أجور النقل غالية في تركيا، عدا عن أنني تعرضت فرحة العرس لمخالفة على الطريق بسبب إذن السفر، وتجد نفسك أمام عشرات العقبات قبل أن تصل إلى البوابة الحدودية التي ترفض استقبالك نهاية هذا المطاف المتعب”.
لم يفقد بلال الأمل في الدخول إلى سوريا لقضاء إجازة العيد وإتمام فرحة العرس، لكن الأنباء المتواترة وتصريحات المسؤولين الأتراك تجعله يفقد الأمل، والتي كانت آخر تلك التصريحات إعلان وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” اليوم الجمعة أن السوريين لن يمكنهم العودة إلى تركيا بعد ذهابهم لقضاء إجازة العيد هناك، وكانت تلك التصريحات بمثابة صدمة للسوريين ممن دخلوا إلى سوريا في أول أيام الدخول إلى سوريا لقضاء الإجازة، والسوريين المنتظرين على الجانب الآخر.
قصة خبرية/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع