بينما يمضي أكراد شمالي العراق في إعلان استقلالهم عن العراق وقيام نواة الدولة الكردية
مراهنين على داعمهم الأمريكي في حلم الاستقلال، يتزايد الضغط على الإقليم من ثلاث دول.
فقد أعلنت إيران إغلاق معبر حدودي بري في خطوة استباقية للضغط على البرزاني كي يلغي نتائج الاستفتاء و إلا الحصار قادم.
وأمهلت الحكومة العراقية اقليم كردستان حتى يوم السبت لإلغاء نتائج الاستفتاء الذي صوت غالبية الكرد لصالح الانفصال، وتستمر حكومة بغداد بحشد القوات حول الاقليم العراقي تحسبا لأي طارئ ملمحة لاستعمال القوة إن لزم الأمر.
بينما تركيا سبقت الكل من محورين، الأول بحدودها على الاقليم فأغلقت المعابر المتنفس الاقتصادي الصريح للاقليم وأغلقت مجالها الجوي كجارتها العراق.
والمحور الآخر كخطوة بعيدة المدى حاصرت عفرين وتجهز لتقتحمها مع قوات الجيش السوري الحر فيما إذا فشلت محاولات ثني البرزاني عن إلغاء الاستفتاء تكون ضمنت حدودها الغربية بدون أي وجود لقوات كردية.
وتبقى الحسكة والرقة التي يمكن بأي لحظة في حال تحررت عفرين من القوات الكردية مهيئة لدخول نوعين من القوات الأولى تركيا جيش حر وهي خطوة يستبعدها المحللون، والثانية روسيا جيش الأسد وميلشياته المتنوعة، وهي ربما تكون كحل للأكراد هناك في حال قبلت حكومة الأسد بإعطاء صلاحيات للأكراد في الرقة والحسكة.
هذا التحالف الثلاثي تركيا ايران العراق، إذا لم يقبل بدولة في منتصفه تهدد الأمن القومي للدول الثلاث مجتمعة، ففي حال قيامه لا تستبعد حكومة طهران قيام احتجاجات في غرب البلاد من قبل أكراد ايران ليلتحقوا باقليم كردستان.
وأيضا تركيا التي ستخسر ربما ربع البلاد في جنوب شرقها إن نجح الاستقلال للأكراد، فيما تقف امريكا متفرجة حتى اللحظة دونما دعم لأكرادها خوفا من مواجهة قوية من إيران وروسيا وتركيا وتخسر قاعدتها في العراق إن استمرت بدعم الاكراد.
فعن ماذا ستسفر الأسابيع المقبلة؟، ربما حرب مستعرة تتسابق فيها الدول لفرض هيمنتها على الاقليم الغني بالنفط.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد