أعلنت كازاخستان، الثلاثاء، أن الجولة الجديدة من محادثات السلام في سوريا، التي تعقد برعاية روسيا وتركيا وإيران في أستانا، ستجري خلف أبواب مغلقة.
وستبدأ المحادثات الأربعاء في أستانا، استكمالاً لجولة أولى عقدت الشهر الماضي هدفت بشكل رئيسي إلى تثبيت وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ 30 كانون الأول/ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.
ويعتبر الاجتماع الذي كانت وراءه موسكو، مقدمة للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة المقرر أن تبدأ في جنيف في 23 شباط/فبراير.
وتستضيف جنيف في 23 شباط/فبراير مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة، بهدف استكمال بحث تفاصيل عملية الانتقال السياسي والملفات الخلافية، وعلى رأسها مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي وقت سابق أعلن وزير خارجية كازاخستان، خيرت عبد الرحمنوف، الثلاثاء، أن آليات مراقبة وقف إطلاق النار، ومعاقبة الجهة التي تنتهك الهدنة في سوريا هما عنوانا اجتماع أستانا حول الأزمة السورية، يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
الوفد السوري والروسي ومحمد علوش
وأكد عبد الرحمنوف أن كلاً من الوفد الروسي والوفد الممثل للنظام وصلا إلى العاصمة الكازاخية في انتظار وصول الوفدين الإيراني والأردني.
وأضاف عبد الرحمنوف أن الخارجية الكازاخية تنتظر من الجانب التركي، في القريب العاجل، تأكيد مشاركة وفد من المعارضة السورية في اجتماعات أستانا من عدمها.
فيما أكد مصدر مطلع لمراسل “العربية” في أستانا أن رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانا في جولته الأولى، محمد علوش، سيشارك في محادثات غداً في العاصمة الكازاخستانية.
حضور الأردن
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين، أن الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا التي ستعقد الأربعاء، ستجرى وفق التمثيل نفسه الذي شهدته الجولة السابقة لجهة حضور ممثلي المعارضة والنظام السوري، بالإضافة إلى حضور نفس ممثلي الدول الضامنة لاتفاق الهدنة، وتشمل روسيا وتركيا وإيران، وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلى ممثل عن الولايات المتحدة. كما شدد لافروف على الأهمية الكبرى لحضور الأردن.
بدوره، أعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، محمد المومني، أن وفداً أردنياً رفيع المستوى سيشارك في المحادثات المرتقبة الأربعاء بين النظام السوري وفصائل المعارضة. وقال المومني إن مشاركة وفد بلاده جاءت بناء على دعوة رسمية من روسيا وبصفة مراقب، وأعرب المومني عن أمله في أن تفضي المحادثات إلى التوصل لوقف إطلاق نار شامل في سوريا.
هل تتغيب المعارضة السورية؟
يذكر أن مسؤولاً بالمعارضة السورية كان أعلن، الاثنين، أن وفد المعارضة لن يحضر المحادثات في كازاخستان هذا الأسبوع، لعدم التزام روسيا بما اتفق عليه في اجتماع سابق.
في حين اعتبر مسؤول ثانٍ بالمعارضة أنه “يجب على النظام السوري تقديم دلائل على حسن النية قبل اجتماع أستانا”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وكانت وزارة الخارجية في كازاخستان أكدت السبت مشاركة الوفدين السوريين، وفد النظام ووفد المعارضة المسلحة في محادثات أستانا، منتصف الشهر الجاري.
وأرجأت الأمم المتحدة مرتين موعد جولة مفاوضات أستانا 2، وهدف ذلك في جزء منه إفساح المجال أمام المعارضة لتشكيل وفد موحد.
وتهدف محادثات أستانا بالدرجة الأولى إلى تثبيت وقف إطلاق النار الصامد على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ شهر ونصف شهر.
ولم تحقق الجولة الأولى التي بحثت آلية مراقبة تطبيق الهدنة أي تقدم يذكر في ما يتعلق بالتسوية السياسية للنزاع، الذي تسبب منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص.
العربية نت