البداية من صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية:
نشرت الصحيفة مقالة للكاتب “جاكسون ديل”، الذي استهل مقالته بعنوان “خسر باراك أوباما وربح فلاديمير بوتين”، في تقييمه لمآلات الحرب بعد خمس سنوات في سوريا.
يقول جاكسون: “على مر سنوات، وتحديداً منذ العام 2012، والرئيس الأمريكي باراك أوباما يصر وبعناد عجيب على أن التدخل العسكري في سوريا سيزيد من تفاقم الأمور، وسيؤدي إلى زيادة التطرف”.
وتابع: “رفض أوباما كل النصائح التي تقدم بها جون كيري، وهيلاري كلينتون، وديفيد بترايوس (جنرال أمريكي)، وليون بانيتا (عضو سابق في إدارة بيل كلينتون)، والتي كان من بينها زيادة الدعم الجوي للمعارضة السورية لإسقاط بشار الأسد أو إضعافه، وهو ما يجعل التسوية السياسية ممكنة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها”.
أوباما أصر منذ بداية الأزمة السورية على أن أي مشاركة عسكرية ستؤدي إلى مستنقع جديد للقوات الأمريكية، على غرار ما جرى لها بالعراق، وأن استخدام قوة عسكرية محدودة يمكن أن يؤدي الى نتائج سياسية ومن دون تكاليف كبيرة.
غير أن هذه النظرية لم تثبت طويلاً، فقد تحقق النصر لروسيا وإيران في سوريا بعد تدخلهم المباشر على حساب أمريكا وحلفائها في المنطقة، كما يقول الكاتب.
اتفاق التهدئة الأخير بين وزيري خارجية أمريكا جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، منح بوتين كل ما كان يطمح إليه من خلال تدخله المباشر في سوريا، فقد مهد هذا الاتفاق لتوسيع سلطة الأسد من خلال احتفاظ قواته بمواقعهم، وتحديداً في حلب أكبر مدن البلاد.
كما أن الاتفاق وضع الولايات المتحدة الأمريكية في خانة روسيا لمحاربة “الإرهابيين” بدلاً من محاربة الأسد، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون(.
ويضيف جاكسون: “التدخل الروسي في سوريا كان قبل عام، وجاء بعد أن أبلغ الجنرال الإيراني قاسم سليماني حلفاءه الروس بأن الأسد يواجه الهزيمة، وهذا التدخل شكل مفاجأة للأمريكيين، الذين أصر أوباما على أن تدخلهم في سوريا سيقودهم إلى مستنقع”.
إلا أنه وبعد نحو عام على التدخل الروسي في سوريا، لم يكن هناك مستنقع للروس في سوريا، بل على العكس فإن بوتين حصل على أفضل النتائج من تدخله بسوريا، عكس ما كان يأمله أوباما من عدم تدخله المباشر، وما قد يعكسه على الانتخابات الأمريكية المقبلة.
نطالع في صحيفة الـ “ديلي تلغراف ” البريطانية : “هزيمة مذلة” لأمريكا وبريطانيا بسوريا
قال الكاتب البريطاني كون كوغلين, إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, الذي وقعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف, يمثل “هزيمة مذلة” للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين التزمتا في البداية بإسقاط نظام بشار الأسد “الوحشي”, حسب تعبيره.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية في 14 سبتمبر, أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبق أن وضع خطا أحمر أمام الأسد يقضي بضرورة عدم استخدامه الأسلحة الكيميائية، لكن الأسد استخدمها ضد الشعب السوري، ورغم ذلك لم يفعل أوباما شيئا.
وتابع ” نظام الأسد سرعان ما استعاد السيطرة، بعد أن قرر الرئيس الروسي فلادمير بوتين التدخل العسكري في سوريا, لملء الفراغ الناجم عن تراخي الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا”. وخلص الكاتب إلى القول :” إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا يعني فقط أن واشنطن وموسكو متفقتان على بقاء الأسد في السلطة”.
وفي مضوع متصل نشرت صحيفة ال” نيويورك تايمز”، “المحور العسكري الروسي الإيراني يزعزع استقرار الشرق الأوسط”.
إن قرار الإعلان عن وقف إطلاق النار، بصفة مؤقتة، في سوريا يعتبر خطوة إيجابية تستحق الترحيب. ولكن لا يجب أن يحجب هذا الترحيب التطورات الخطيرة والجديدة المتمثلة في ظهور محور عسكري روسي إيراني؛ الأمر الذي يمكن أن يزعزع آمال تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ويسمح لروسيا من تحقيق طموحاتها العالمية مستقبلا.
كما أن ملاحظتنا لاتساع التعاون الروسي-الإيراني بدأت منذ الشهر الماضي، عندما استخدمت روسيا قاعدة جوية إيرانية لقصف أهداف عسكرية في سوريا. ورفض مسؤولون أمريكيون هذا الحدث المفاجئ والتكتيكي، في حين صرح مسؤولون إيرانيون بأن التعامل مع روسيا سيكون في إطار “عملية مكافحة الإرهاب ولن يكون إلا في مناسبة واحدة”.
في العقود الأخيرة، كانت تمتلك أمريكا فقط، وبعض حلفائها، ترخيصا مطلقا لاستخدام قاعدة عسكرية في إحدى بلدان الشرق الأوسط لمهاجمة أهداف في بلد آخر. إلا أن روسيا صارت تمتلك، اليوم، نفس هذا الامتياز. وقد سرب بعض القادة الإيرانيون أن القيام بمناورات بحرية إيرانية روسية مشتركة واستخدام روسيا لقواعد بحرية الإيرانية في الخليج العربي، قد يتواصل في المستقبل.
المركز الصحفي السوري _ صحف