خيمة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار ب أربعة، يجوز لنا أن نسميها خيمة التشرد والفقر والمعاناة، الخيمة الصغيرة تضم أسرة من أب و أم وابنيهما الفاقدي البصر، وكذلك تضم الجد خليل و حفيدتيه اليتيمتين.
خيمة صغيرة بأوجاع وطن بأكمله، تحمل داخل زواياها المهترئة قصة الألم والحزن، الحاج خليل و ابنه يعيشان في الخيم مع أسرتين تملأهما المعاناة، فالجد يعتني بحفيدتيه اليتيمتين اللاتي فقدن والدهن في قصف لقوات النظام على بلدة طعوم شرق إدلب، يقول لنا الحاج خليل ” منذ وفاة ابني و أنا اعتني بابنتيه اليتيمتين، و لكني لا أعمل و رجل عجوز و نحن نسكن في خيمة مع أسرة ابني ولا أدري لمن أشكو همي و معاناتي “.
أما ابن الحاج خليل محمد .. هو الآخر يسكن مع عائلته بذات الخيمة مع ولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقدا البصر أيضا بسبب قصف القوات الحكومية السورية على البلدة في إحدى مجازر المعارك الأخيرة التي جرت خلال الشهر الثاني والثالث من عام 2020، قال لنا ” ولداي يحتاجان بشكل عاجل لعملية جراحية في الشبكية بعدها قد يستطيعان النظر بنسبة ٢٥ بالمئة، لكني لا أملك من قيمة العملية أي ليرة “.
العجوز و ابنه يتكلمان بحرقة عن نزوحهما وعن اضطرارهما للنوم في العراء لأيام مع الأسرة المكلومة قبل أن يحصلا على خيمة صغيرة في مخيم حزانو شمال إدلب، و عن حاجتهما لخيمة أخرى لأن الخيمة تضيق عليهم ولا تكفي الأسرتين، و يعرجان على نقص المعونات والدعم وحاجة الطفلين لبعض العمليات الجراحية التي قد تعيد لهما جزءاً من البصر.
يبقى موضوع المخيمات والمآسي التي لا تنتهي داخل خيامها، موضوع طويل و شائك و يحتاج لبحوث وبحوث لتغطيته.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري