رغم دخول الهدنة المزعومة أسبوعها الثاني الا أن قوات النظام مازالت تضغط بكل قوة للسيطرة على قرية الكبينة وتلتها الاستراتيجية في جبل الاكراد والتي تعتبر معقل الثوار الأخير في المنطقة
حيث تكمن المكانة الاستراتيجية للقرية باعتبارها القمة الأكثر ارتفاعا وأكثر وعورة في المنطقة والواقعة في الطرف الشرقي لجبل الأكراد والمدخل الغربي لريف حماه وبلدة جسر الشغور، والتي تعتبر العمق الاستراتيجي للمناطق الموالية للنظام والوصول اليها من قبل قوات النظام سيؤدي الى قطع الطريق الواصل ببن ادلب وبلدة جورين والتي تعتبر خط الدفاع الأول للمناطق الموالية للنظام،
والتي استطاع جيش الفتح التقدم والوصول الى أطرافها بعد معركة تحرير ادلب الأخيرة وبالتالي السيطرة على ما يسمى بسوريا المفيدة. والوقوف بقوة أمام أية مفاوضات أو تفصيل جديد للمنطقة يكون فيها الرابح بلا منازع وفرض شروطه على طاولة اللاعبين الدوليين.
والجدير بالذكر أن قرية الكبينة كانت معقل الثوار الأول في جبل الأكراد حيث كانت الملجأ الذي يأوي اليه المتظاهرين السلمين خوفا من بطش النظام
وقواته الأمنية التي اعتقلت المئات من ابناء الحبل في حملتها ضد المتظاهرين السلميين في بداية الثورة والذي قضى معظمهم في السجون، في الوقت الذي مازال فيه الأحياء يصارعون مصيرهم المجهول.
تعتبر قرية الكبينة نقطة البداية التي انطلقت منها كتائب الثوار بالأسلحة البسيطة لتحرير قرى الجبل فمن تحرير كنسبا الى تحرير بلدة سلمى الاستراتيجية ليبدأ بعدها السقوط الدراماتيكي لقوات النظام في جبل التركمان بعد تحرير جبل الأكراد بالكامل وصولا الى مشارف جسر الشغور.
لتتمكن القوات الروسية والميليشيات الشيعية من اعادة السيطرة عليها من جديد.
لتبقى قرية الكبينة ذات الأهمية الاستراتيجية والقيمة الرمزية الكبيرة للثوار، النقطة الوحيدة في الجبل صامدة وثابتة حتى اللحظة بظل ضغط روسي كبير للسيطرة عليها من جهة وعلى قرية الحدادة المطلة على بلدة كنسبا من الجهة الأخرى.
فهل يستطيع الثوار الصمود والثبات فيها، في ظل متغيرات كبيرة وسيناريوهات خطيرة تطبخ للمنطقة برمتها.
لعل الظروف الدولية تتغير وتبدأ المنطقة صفحة أخرى إذا ما نجح الثوار بالمحافظة عليها وتثبيت أقدامهم فيها بالانطلاق والوثوب على قوات النظام وميليشياته من جديد.
وضاح حاج يوسف
مدير الجمعية الخيرية للمساندة الانسانية ibd