من منا لم يسمع عن “الفايكينك” ومغامراتهم في البحار وغاراتهم على الجزر وسرقة السفن أو عن جماعة “أبو سياف” وغيرهم من قراصنة البحار وقراصنة البر أيضا.
أما قراصنة الإنترنت فهم قراصنة الشبكة العنكبوتية يبحرون من موقع إلى موقع يتسللون بخفة بين الصفحات, ويقسمون عادة إلى قسمين: القراصنة الأخلاقيون (القبعات البيض) والقراصنة المجرمون (القبعات السود) ويضاف إليهم أحيانا قسم ثالث هم أصحاب القبعات الرمادية.
جميعهم يبحثون عن مكامن الضعف بين المواقع ويتصيدن فرائسهم بخفة يلتقطون المعلومات بسرية.
في البداية لم يكن هنالك أهداف واضحة للقرصنة سوى حب التلصص، أما الآن فالقرصنة أصبحت ممنهجة تعتمد على أجندات كثيرة.
إن قراصنة الانترنت ليسوا أناسا عاديين بل هم محترفون ومبرمجون أذكياء، ومتخصصون بالشبكات، يستطيعون سرقة المعلومات حتى وهي متحركة عن طريق انتقالها عبر الشبكة من حاسوب إلى آخر.
القرصنة الآن لا تُدار فقط من قبل أشخاص بل من قبل منظمات وحكومات أيضا, الجميع هدفة الإيقاع بالآخر.
يعتمد المهكرون على أساليب عدة تعطيل مواقع لشركات أو حكومات وايقافها عن العمل يتسبب بعدم قدرة المقيمين على الموقع التحكم به ويقوم المهكرون بالتحكم به عن بعد ونشر معلومات فيه أيضا، تعطيل مخدمات الشبكات, سرقة حسابات وأرصدة لأشخاص وشركات معينة.
تقوم بعض الحكومات بالتلصص على مواقع تابعة لموظفيها وذلك لأسباب أمنية أو بالتلصص على مواقع لحكومات أخرى.. فقد سعت الشركات والحكومات لحماية أنظمتها ووجدت أن أفضل أسلوب هو تعيين هؤلاء الهاكرز بمرتبات عالية مهمتهم محاولة اختراق أنظمتها المختلفة والعثور على أماكن الضعف فيها، واقتراح سبل للوقاية اللازمة من الأضرار التي يتسبب فيها قراصنة الحاسوب. في هذه الحالة بدأت صورة الهاكر في كسب الكثير من الإيجابيات, وهذا ما فعلته وزارة العدل الأمريكية مع الهاكر الأشهر عالميا “كيفن ميتنيك” الذي اعتبر “أكثر مجرم حاسوب مطلوب في تاريخ الولايات المتحدة” واعتقل وسجن أكثر من مرة قبل أن يتحول إلى هاكر أخلاقي ويصبح مستشارا ومتحدثا عاما في أمن الحاسوب ومديرا لشركة “ميتنيك للاستشارات الأمنية”.
ومن المهكرين المشهورين أيضا أمثال “أدريان لامو” “ستيف وزنياك” “ولينوس تورفالدس” “وتيم بيرنرز- لي” وجميعهم تم تحويلهم إلى مهكرين أخلاقيين.
أما عن حوادث الاختراق الأكثر شهرة في العالم فهي في اختراق شركات نفط عملاقة وتسريب أسماء موظفيها وحساباتهم, واختراق موقع وزارة العدل الأمريكية , وشركة ياهو, وهوت ميل, وشركة مايكروسوفت, اختراق أجهزة النظام السوري, وأيضا اختراق شركة غوغل.
فيما نجح قراصنة “الأنونيموس” أي مجهولو الهوية من اختراق مواقع إسرائيلية عدة، من بينها مواقع وزارية وموقع رئيس الحكومة ووزارة الدفاع.
واختراق حساب المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” على تطبيق “إنستجرام” لمشاركة الصور.
استطاعت شركات كثيرة التغلب على الثغرات في مواقعها، وتثبيت برامج حماية لتلافي تلك الاختراقات, ونجحت شركات أخرى في ضم المخترقين لها ليظهر دورهم في عمران وتطوير الانترنت كالكشف عن عيوب أمن المعلومات ومساعدة كبرى الشركات بإعطائهم استشارات متعلقة بذلك, وأيضا مساعدة السلطات الأمنية للدول في السيطرة على إساءة استغلال التقنية.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد