تقع مدينة قدسيا شمال غرب العاصمة دمشق، ويقطنها حوالي نصف مليون نسمة ومعظمهم ممن خرجوا من المناطق الساخنة هربا من شبح الجوع والخوف جراء القصف والحصار، ففروا من حصار إلى حصار حيث يعاني القاطنون في قدسيا من صعوبة كبيرة في تأمين أدنى مقومات الحياة، إذ أصبحت الأسواق في المدينة شبه خالية والأسعار مرتفعة بشكل كبير جداً.
وقوات نظام الأسد تشكل طوقاً خانقاً حول المدينة، فتتمركز في الغرب الفرقة 14 والفرقة الرابعة ومن الجنوب مساكن الحرس الثوري وحي الورود.
واعتمدت قوات النظام سياسة التجويع والحصار لأغلب المناطق الثائرة التي خرجت عن سيطرتها، وكان لمدينة قدسيا نصيب كبير من القصف والدمار الذي حل بها جراء عدة حملات عسكرية وسقط كثير من الشهداء فيها، وحاصرت قوات النظام مدينة قدسيا منذ ثمانية أشهر، ولاتزال تمنع دخول وخروج المدنيين، إلا أنها تسمح بدخول وخروج الموظفين وطلاب الجامعات مع تشديد التفتيش عليهم.
كما أفاد محمد أسد عضو المكتب الإعلامي في مدينة قدسيا عن خروج قليل من المدنيين بعد دفعهم مبالغ كبيرة للحواجز المحيطة بالمدينة، وأضاف أسد أن عناصر النظام تمنع إدخال أي نوع من مقومات الحياة للمدينة من مواد غذائية أو طبية وحتى حليب الأطفال، حيث أن بعض التجار استطاعوا إدخال القليل من المواد الغذائية بأسعار مرتفعة جداً.
ومعظم العيادات الطبية الموجودة في المدينة أغلقت أبوابها بسبب الحصار المفروض على المدينة، وقد قدم الثوار عدة تنازلات لقوات النظام بناءاً على طلب أهالي المدينة ولكن وعود النظام بإدخال المواد الغذائية وحليب الأطفال كانت مجرد أكذوبة على الأهالي.
والجدير بالذكر أن قوات النظام المحيطة بالمدينة تقوم بإطلاق الأعيرة النارية مستهدفةً الطرقات الرئيسية في البلدة وبشكل شبه يومي مع وقوع عدة إصابات في صفوف المدنيين .
ووجه المكتب الإعلامي في مدينة قدسيا نداء استغاثة لكافة المنظمات والهيئات الإنسانية بالتحرك الفوري لإدخال المواد الغذائية والطبية وفتح الطرقات وذلك تخوفاً من تكرار سيناريو مدينة مضايا المحاصرة.
ضياء الشامي– المركز الصحفي السوري