كتب الكاتب اللبناني شربل الخوري أمس الجمعة 5 شباط/فبراير مقالاً حول قضيّة اغتيال الكاتب المعارض “لقمان سليم” والجهود الضئيلة للقضاء اللبناني في كشف ملابسات القضية.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
نشرت صحيفة درج مقالاً للخوري يقول في مطلعه “لم يقتل لقمان سليم غفلة، بل يعود التحريض ضدّه إلى سنوات مضت، إن في جريدة الأخبار أو قناة المنار أو في مجموعات تابعة لحزب الله أو تدور في فلكه”.
يشير الكاتب إلى ضعف التحقيق في ملابسات قضية اغتيال سليم ليعبرعن ذلك بكلمات اعتاد القضاء قولها في قضايا لا يريد أن يحقّق فيها بقوله “انتظروا التحقيق”.
يستذكر الكاتب فشل تحقيقات القضاء اللبناني في الاغتيالات التي وقعت في لبنان منذ عام 2005 وحتى الآن باعتباره بحسب الكاتب شريكاً أساسياً في الجريمة وقول مسؤولي أروقة المحاكم عبارة “انتظروا التحقيق” ما هو إلا دليل دامس على معرفتهم المسبقة بأنّ مآل تلك التحقيقات سيكون كمصير من يحققون في قضايا اغتيالهم.
يدعو الخوري للتركيز على كلمة رئيس الجمهورية “ميشال عون” بالإسراع في عملية التحقيق لكشف الظروف التي قادت الجاني غير المعروف إلى ارتكاب جريمته، ويضيف “إنّ الإسراع سيكون تماماً كما أسرع بالتحقيق بشأن انفجار المرفأ الذي وعد فيه وزير الداخلية “محمد فهمي” بكشف الجناة خلال مدّة أقصاها خمسة أيام”.
يعود الكاتب بالذاكرة إلى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق “رفيق الحريري” منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أمضاها القضاء اللبناني للوصول إلى القاتل، ويتساءل فيما لو كُشف عن قاتل سليم “فهل سيسلم القاتل ويُحاكَم؟ أو سيسارع الأفرقاء إلى اعتبار التحقيق مسيساً، وترفع لافتة تحتفي بمنفذ الجريمة في بلدته، كما في حالة سليم عياش المدان باغتيال الحريري!!!!”
يذكر أنّ حزب الله أصدر بياناً قال فيه إنّه يجب عدم استغلال حادثة مقتل سليم سياسياً وإعلامياً على حساب الأمن والاستقرار الداخلي وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالعمل سريعاً على كشف المرتكبين ومعاقبتهم ومكافحة الجرائم المتنقلة في مناطق لبنان فيما قال نجل الأمين العام لحزب الله “جواد نصر الله” في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر “خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب، بلا أسف” وما هو إلا غيض من فيض من فرح أتباع الحزب ومؤيديه لمقتل سليم.
يسلّط الكاتب الضّوء على خضوع الأحزاب في لبنان وخنوعها لسلطة حزب الله وخوفها من غضبه في حال تكلّموا بواقع الحال الذي تعيشه البلاد في ظلّه بدءاً من الحزب الشيوعي الذي يشارك في قمع انتفاضة الشعب إلى حركة مواطنون ومواطنات في دولة التي تسعى لكسب رضا حزب الله بأيّ طريقة على حدّ وصفه.
تجدر الإشارة إلى أنّ لقمان سليم هو كاتب شيعي معارض لسياسة حزب الله وتسلّطه في لبنان ووقوفه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب الأعزل، اغتيل في الرابع من شباط/فبراير الحالي.
المركز الصيفي السوري
عين على الواقع