كثيراً ما نسمع عبارة “الموت يخطف من نحب” لكنّ فادي رحل بسبب غلّوه وإسرافه بحق نفسه وأهله، فإدمانه للكحول كان سبباً في وفاته.
تروي والدته بحرقةٍ وألم “فقدته شاباً لم بتجاوز الـ30 عاماً، كان طائشاً، و كثير المشاكل، وكان يشرب الخمر”.
تقول أم فادي والحزن يغمر وجهها المتعب “مات زوجي شاباً، تاركاً لي خمسة أطفالٍ، لكل طفلٍ طبيعته، إلاّ أن فادي كان مزاجياً طبيعته متعبة، سعيت دائماً لتربيتهم أحسن تربية، لكن فادي فاق قدرتي في السيطرة عليه، فقد أدمن الخمر رغم محاولاتي منعه ومعاقبتي له …دون جدوى”.
تزوّج فادي، ورُزق بثلاثة أطفالٍ، لم ينعموا بوالدهم، وسرعان مافقدوه، حيث تقول أم فادي ودموعها تسبق كلماتها، كان صباحاً أسوداً أيقظني فيه صراخ زوجته، وهي تقول ٠٠خرج مع أصحابه وأكثر من المشروب، ليعودَ إلى المنزل في منتصف الليل، ثملاً يترنح، واتجه إلى سريره دون أن يكلمني… لكنه لم يستيقظ في وقته المعتاد، انتابني القلق والخوف، حاولت إيقاظه لكن بلا جدوى! فاتصلنا بالطبيب وعندما حضر، تبيّن أنه فارق الحياة”.
ترخي أم فادي رأسها على راحتيها المرتجفتين وتكمل بحزن “جلست قرب رأسه أقبله وأهمس له، كم مرةً نبهتك وحاولت إبعادك عنه، وتلتفتَ إلى الاهتمام بأولادك وتترك هذا السمّ”.
تنظر إليّ والدمع يغمر عينيها الصغيرتين “كأن مرارة الأيام اجتمعت في ذلك اليوم، لم استوعب رؤيته جثةً هامدةً، ودعته وقلبي يحترق على ما فعله بنفسه، عندما جُهز للدفن ضممته وشممت رائحته ليكون الوداع الأخير…يحاول أخوته التخفيف عني، لكنه جرحٌ غائرٌ في كبدي لن يلتئم مجدداً”.
تنهي أم فادي حديثها بتنهداتٍ، أخرجت معها بركاناً من الآهات “أعيش اليوم والحرمان يقتلني، فبعد ما أتمّت زوجته عدّتها، أخذت أحفادي معها تزوجت، وهاجرت بهم إلى خارج البلاد دون علمي، مرّ على فراقه 8 سنوات، وكلما ذكرت الحادثة تستيقظ الآلام وكأنه توفي اليوم، لم تكن رحلته طويلة، فقد أخذه التعاطي، محرقاً فؤادي عليه”.
فاطمة براء / قصة خبرية