أشير لأول مرة إلى مسألة إقامة مطار دولي وذلك في اتفاقية القاهرة في مايو (أيار) 1994 (أوسلو 2). وفي سبتمبر (أيلول) 1994 أصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرسوماً رئاسياً يقضي بتأسيس سلطة الطيران المدني الفلسطيني كهيئة مستقلة. ونص مشروع القرار على بناء مطارات وتأسيس وتشغيل الخطوط الجوية الفلسطينية. بدأ العمل في البنية التحتية للمطار في يناير (كانون الثاني) 1996.
وفي عدد «الشرق الأوسط» ذاته تقرير من كمال قبيسي يتناول قصة المطار. قال: «على هضبة في منطقة رفح، بعيدة 12 كيلومترا عن البحر، ونحو 35 كيلومترا إلى أقصى جنوب المدينة التي يعيش فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أو غزة الصغيرة المكتظة بأكثر من 350 ألف نسمة، بنى الفلسطينيون في 6 أشهر مطاراً دولياً متواضعاً، على مساحة مليونين و350 ألف متر مربع، عند النقطة العاشرة من الحدود المصرية – الفلسطينية، بتكلفة زادت على 30 مليون دولار دشنه أبو عمار في 2 يونيو (حزيران) 1996 حين هبطت فيه طائرته الخاصة جاء بها من القاهرة طيار الرئيس الكابتن عمر عبد الحليم ومساعده زياد علي عزيز في مشهد هز مشاعر المحتشدين حين أطل عزيز من نافذتها بدموع تنهال من عينيه وبدأ يلوح بعلم فلسطين، وهي تمضي للوقوف على مدرج المطار كأول طائرة تهبط فيه».
ورغم محاولات إسرائيل المتكررة لعرقلة المشروع بدأ التشغيل الرسمي لمطار غزة الدولي، يوم الثلاثاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، 1998. واحتل الخبر حيزاً من الصفحة الأولى في عدد «الشرق الأوسط» الصادر في اليوم التالي تحت عنوان: «عرفات يقلع للمرة الأولى من مطار غزة اليوم… الفلسطينيون احتفلوا بوصول أول 10 طائرات».
وفي الداخل خبر وثق الافتتاح تحت عنوان: «الفلسطينيون افتتحوا مطار غزة الدولي بالموسيقى والرقص». وقال: «أولى الطائرات التي حطت كانت مصرية وعلى متنها 4 وزراء ومجموعة من الصحافيين والفنانين أبرزهم عادل أمام». وأضاف: «وقال عرفات: بإذن الله ستقلع طائرات من هذا المطار حاملة حجاجاً إلى القدس، قريباً».
كما ضم العدد ذاته تقريراً خاصاً لـ«الشرق الأوسط» أجري من خلاله مقابلتان مع طياري ياسر عرفات عن حياته الجوية. وقال أحدهما: «السلطة للطيار دائماً فهو الآمر الناهي، إلا إذا كان الراكب رئيس دولة… في طائرة الرئيس عرفات توجد سلطة واحدة».
المطار، الذي كان منفذ غزة الوحيد على العالم، توقف عن العمل في ديسمبر (كانون الأول) 2001 بعد أن ألحق الجيش الإسرائيلي به دماراً فادحاً. ودمره الجيش بالكامل في يناير 2002. وخلال حرب لبنان في صيف 2006 قصفته إسرائيل من جديد لتدمر ما تبقى من مبناه الأساسي. جرد محتوياته اللصوص، ولم يتبقَ من هذا الجسر إلى العالم شيء.
نقلا عن الشرق الأوسط