في تقنية جديدة لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري و تكررت خلال الأشهر الفائتة عدة مرات، عبرت يوم أمس الأربعاء 30 آذار/مارس قافلة مساعدات أممية عبر معبر الترنبة الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام في ريف إدلب الشرقي.
أفاد مراسلنا أن قافلة مساعدات عبرت أمس الثلاثاء إلى الشمال السوري وهي عبارة عن 14 شاحنة مقدمة من برنامج الأغذية العالمي “WFP” ليصبح العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات الأممية القادمة عبر مناطق سيطرة النظام منذ تطبيق القرار الأممي 2585 لعام 2021 وحتى أمس 43 شاحنة.
في سياق متصل، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” من خطورة إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا نظراً للأوضاع الإنسانية في المنطقة، كما اعتبر الفريق فكرة إغلاق تلك المعابر بمثابة انتحار جماعي للسكان المدنيين في المنطقة.
وأكد الفريق على أهمية استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى مناطق الشمال السوري، وبعيداً عن خطوط التماس مع قوات النظام، وذلك لعدة أسباب منها مماطلة قوات النظام في تسهيل وصول المساعدات وعدم شموليتها للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في المنطقة.
يذكر أن تلك القافلة وبحسب مدير العلاقات العامة لوزارة التنمية في حكومة الإنقاذ “محمد عبدالسلام غزال” الذي صرح للعربي الجديد أنها ستوزع على مخيمات لم تستهدفها مساعدات برنامج الأغذية العالمية في السابق.
أضاف غزال أن القافلة تأخرت كثيراً في الوصول إلى مناطق المعارضة نظراً لعرقلة حواجز قوات النظام لها، وتفتيش الشاحنات على إحدى النقاط الأمنية معتبراً أنه دليل على أن النظام يعرقل القرارات الأممية ولا يعبأ بها.
القافلة الثالثة من نوعها وسط رفض شعبي وحكومي
دخلت أولى القوافل المحملة بالمساعدات الأممية إلى الشمال السوري عبر مناطق سيطرة النظام في آب/أغسطس عام ،2021 عن طريق معبر ميزناز في ريف حلب الغربي مؤلفةً من 15 شاحنة تنقل 12 ألف حصة غذائية، في حين دخلت القافلة الثانية من معبر الترنبة في 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي مكونةً من 14 شاحنة.
وكانت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ عقدت مؤتمراً صحفياً بعد دخول القافلة الأولى، جاء فيه أن دخول المساعدات بتلك الطريقة يدفع باتجاه تجديد قرار دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى، وأن الحكومة رفضت مشاركة أي طرف مقرب للنظام بما فيه الهلال الأحمر السوري في أي عملية إنسانية في المنطقة، وأن لا تكون المساعدات الإنسانية عبر الخطوط بدلاً من الحدود.
يذكر أن دخول المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام إلى مناطق المعارضة لاقى جدلاً كبيراً واحتجاجات واسعة بين الناشطين والمدنيين في الشمال السوري، حيث اعتبروا أن ذلك عنصراً يدعم شرعية نظام الأسد ويعزز دوره في التحكم بكمية ونوعية المساعدات المقدمة إلى مناطق المعارضة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد جدد في تموز/يوليو من العام الفائت تفويض نقل المساعدات الأممية إلى الشمال السوري عبر معبر باب الهوى مع تركيا، وذلك بعد جدل كبير ومحاولات روسية لحصر تلك المساعدات بمناطق سيطرة النظام، وبعدما انتهت فترة التفويض لستة أشهر عاد وجددها ستة أشهر أخرى.
تقرير خبري/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
> زهر النرجس Sy:
1