يعيش عشرات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري بعد نزوحهم من مناطقهم الأصلية، بسبب الحرب الآثمة التي تُمارس عليهم منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يسكن معظمهم في خيام غير مؤهلة للسكن أبداً لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وسط أوضاع مادية سيئة وغلاء في الأسعار ونقص في الموارد الغذائية وانعدامها أحياناً.
ومع ارتفاع الأسعار في مناطق الشمال تعمدُ أم خالد النازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى زراعة بعض المنتجات كالباذنجان والبقدونس وغيرها من الخضروات وشراء الطحين، نتيجة ارتفاع أسعارها وضرورة تأمين متطلبات عائلتها من هذه المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها.
تقول أم أحمد “ارتفاع أسعار هالمواد شي بخوف وماعنا قدرة نضل نشتري بهيك سعر” و خصوصاً أن عمل زوجها غير مستمر وأجر عمله لا يسدّ سوى بعض الحاجيات الضرورية.
وأكثر ما يؤثر على الناس في الشمال السوري ارتفاع سعر المادة الأساسية للحياة وهي الخبز والتي يحصلون عليها كمساعدات إضافة للعدس والأرز والبرغل، وسط مخاوف بانقطاع هذه المساعدات، كما يقول النازح وليد من ريف حماة الشمالي ” نحنا عيلة مكونة من 6 أشخاص كل يوم بدنا ربطتين خبز” معتبراً أن الارتفاع الجنوني لسعر لهذه السلعة سيزيد من مصاعب الحياة التي تثقل كاهله بعد انخفاض نسبة المساعدات التي يحصل عليها شهرياً.
ويقول محمود العلي وهو نازح من ريف حمص ومقيم في مخيمات الشمال ” لازم يكون في رقابة عالأسعار لأن الصبح بكون سعر وبعد الضهربصير السعر أكبر” ويعتبر المشكلة الأكبر أن التجار وأصحاب المحلات التجارية يقومون بتغيير الأسعار بشكل مفاجئ وسريع، إضافة إلى احتكار المواد الغذائية وغيرها ويتابع حديثه فيقول “عندي تلات ولاد وارتفاع الاسعار والله كارثة ” ويعتبر النازح محمود أجر عمله في محل لبيع الأدوات المنزلية متدنياً ولا يغطي إلا بعض متطلبات عائلته في ظل أسعار المواد المرتفعة.
ارتفاع المواد الغذائية والخضروات أدى لكارثة إنسانية في مناطق الشمال، خاصة أن أغلب الناس المقيمين في الشمال هم نازحين من مناطق مختلفة هرباً من القصف والموت، مما زاد من همومهم إضافة إلى إيجار البيوت وارتفاعها مما يجعلهم غير قادرين على التأقلم مع هذا الوضع المأساوي، مع قلة فرص العمل وقلة أجوره حتى أن بعض المحلات التجارية أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية وسط تذمر واسع من قبل الأهالي.
فهل من حلول تسعى من خلالها سلطات الأمر الواقع لتخفيف الأعباء على المواطنين.. أم أن الأمور تسير نحو حالٍ أكثر سوء لا يدفع ثمنه سوى البسطاء من عديمي الدخل؟!!
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع